مهرجان المسرح العربي 14 في العراق

"ثورة" في "بغداد" للتنافس على "جائزة القاسمي"

"ثورة" في "بغداد" للتنافس على "جائزة القاسمي"
  • القراءات: 504
 دليلة مالك دليلة مالك

يطير العمل المسرحي "ثورة" للمخرج للمخرج عبد الإله مربوح، وإنتاج المسرح الجهوي لسيدي بلعباس، إلى العاصمة العراقية بغداد، ليتواجد ضمن المنافسة الرسمية للمهرجان العربي للمسرح، في المسار الأول، للظفر بجائرة "الدكتور سلطان بن محمد القاسمي"، وتأتي هذه المشاركة بعدما فازت المسرحية، مؤخرا، بجائزة أحسن عرض متكامل في الدورة 16 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، المنتهية مجرياته منذ أيام.

يؤدي أدوار هذه المسرحية، المنتجة في إطار إحياء ستينية استرجاع السيادة الوطنية، مجموعة من الممثلين، على غرار نوال بن عيسى، سعاد جناتي، عبد الله جلاب، وأحمد بن خال. وقد اقتبس نصها يوسف ميلة وهشام بوسهلة عن نصي "الجثة المطوقة" و«الأجداد يزدادون ضراوة" لكاتب ياسين، فيما وقع الإخراج عبد الاله مربوح، والسينوغرافيا يوسف عابدي عن تصميم عبد القادر جريو.

واستعدادا لهذه المشاركة، قُدمت بالمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، أول أمس، "ثورة" وسط حضور جماهيري كبير لعشاق الفن الرابع، الذين توافدوا على المسرح لرؤية العرض المتوج بالجائزة الأولى لأحسن عمل مسرحي متكامل، في المهرجان الوطني للمسرح المحترف. وقد تجاوب الجمهور الحاضر، من مثقفين وشخصيات فنية وشباب وعائلات مع العرض المسرحي، الذي أنتجه المسرح الجهوي لسيدي بلعباس سنة 2023، وأبدع في تصميمه الفنان عبد القادر جريو، بمشاركة ثلة من الفنانين القديرين والشباب، على غرار الفنانة سعاد جناتي ونوال بن عيسى وأحمد سهلي وأحمد بلخال وعبد الإله مربوح وأبوبكر الصديق بن عيسى والفنان القدير عبد الله جلاب.

وحسب رئيسة مصلحة البرمجة والاتصال بالمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، عباسية مدوني، فإن مسرحية "ثورة" جسدت عملا مسرحيا متكاملا، من خلال نصوصها المقدمة بصيغة شعرية لهشام بوسهلة ويوسف ميلة، مشيرة إلى أن "المسرحية تحكي نضال أمة اتجاه الحريات والقضايا العادلة، والتي تمثل فيها الثورة الجزائرية عينة من عينات النضال الإنساني التاريخي".

أضافت ذات المتحدثة، أن "العرض المسرحي جاء عن طريق رصيد كثيف من الممارسة الميدانية والاتجاهات الإخراجية، التي انطلق منها الفنان عبد القادر جريو، الذي أراد لهذه الشخصيات أن تقدم رسالة نضالية بأبعاد تاريخية، يكون فيها الفعل المسرحي والعمل الدرامي شعرا بالدرجة الأولى"، لافتة إلى "أن تقمص شخصيات مريان ولخضر ونجمة ليس بالشيء الهين، إنما جسد إيمان فريق العمل بهذه الشخصيات وأبعادها والهدف الذي ترمي إليه".

من جهته، أوضح مدير المسرح الجهوي رشيد جرورو، أن "هذا العمل المسرحي هو ثمرة عمل دؤوب لفريق عمل متكامل، اشتغل بجدية منذ الصيف الماضي على ركح المسرح، مع الموسيقار عبد القادر صوفي، والسينوغرافي يوسف عبدي، من أجل تجسيد النصوص العالمية لكاتب ياسين ذات الأبعاد التاريخية، على غرار "الجثة المطوقة" و"الأجداد يزدادون ضراوة"، وتقديمها في هذا المشهد المميز الذي توج بالجائزة الكبرى، ضمن فعاليات المسرح الوطني المحترف دورة "سيد أحمد أقومي"، مشيرا إلى أن "هذا العمل المسرحي سيشكل مجالا خصبا لطلبة قسم الفنون بجامعة جيلالي اليابس في سيدي بلعباس، من أجل إثراء البحوث الجامعية في هذا المجال".

وأبرزت من جانبها الفنانة سعاد جناتي، التي أدت شخصية مريان، الجهود التي بذلها فريق العمل من أجل إنجاح هذا العرض المسرحي، الذي توج بأحسن عرض مسرحي متكامل، بفضل العمل المشترك والجدي للمثلين والمخرج ومصمم العرض والسنوغرافيا والمرافقة الصوتية، مشيرة إلى أن "تقمصها لشخصية مريان كان بمثابة تحد كبير، نجحت في تحقيقه بفضل دعم فريق العمل لها".

وسيكون العرض الجزائري مقدما يوم 11 جانفي بمسرح "الرشيد" في بغداد، وحسب ما علمت "المساء"، فإن الوفد المرافق للمسرحية، سيشمل أيضا حضور المخرجين المسرحيين أحمد رزاق، حليم زدام، الباحث عبد الناصر خلاف، والدكتوران جميلة زقاي ومحمد بوكراس.

يعتبر مهرجان المسرح العربي، الذي تأسس بالإمارات في 2009، من طرف الهيئة العربية للمسرح، أحد أهم مهرجانات الفن الرابع بالبلدان العربية، حيث يمنح منذ 2011 "جائزة القاسمي" لأحسن عرض مسرحي.

كانت المسرحية الجزائرية "جي بي أس" لمحمد شرشال، من إنتاج المسرح الوطني الجزائري، قد توجت في 2020 بجائزة أحسن عرض مسرحي عربي، في إطار الدورة 12 للمهرجان، التي نظمت بالعاصمة الأردنية عمان.

وتَعِد دورة بغداد المرتقبة من 10 إلى 18 جانفي الجاري، بأن تكون الأكبر من حيث المشاركين، وعددهم 600 مشارك، يمثلون 21 دولة عربية، وسيكون مسرحيون من الصومال وجيبوتي حاضرين لأول مرة، فضلا عن تمديد أيام المهرجان إلى تسعة، وبرمجة سلسلة من الندوات الفكرية والعروض داخل وخارج المنافسة.   

سيترأس لجنة تحكيم المهرجان، الممثل والمخرج المسرحي السوري أيمن زيدان، بعضوية الدكتور سامح مهران من مصر، حسام أبوعيشة من فلسطين، علي الفلاح من ليبيا والدكتور هشام زين الدين من لبنان.

وتقف الدورة الجديدة للمهرجان عند فلسطين وما تعيشه من أحداث مؤلمة، إذ سيقدم العرض المسرحي "مترو غزة" يوم الافتتاح، قبل الحفل الرسمي، كما ستنظم ندوة فكرية حول المسرح في فلسطين، من خلال نقل ثلاث تجارب مختلفة، بعد نهاية حفل الافتتاح.