" المطلوبون الـ 18" بقاعة "الموقار"

ثورة الأبقار لمقاطعة المحتل الإسرائيلي

ثورة الأبقار لمقاطعة المحتل الإسرائيلي
  • القراءات: 622
د. مالك د. مالك

دشّن الفيلم الفلسطيني "المطلوبون الـ18" المنافسة الرسمية لمهرجان الجزائر الدولي للسينما، أوّل أمس، بعرضه على الجمهور العاصمي بقاعة "الموقار"، ضمن فئة الأفلام الوثائقية، وهو عمل استغرق خمس سنوات لإعداده بفضل  الفلسطيني عامر شوملي والكندي بول كوان. ويروي مخرجا "المطلوبون الـ18"، قصة ثورة بحي بيت ساحور الفلسطينية في 1987، عندما قرّر أهلها شراء أبقار والاستغناء عن الحليب الذي تنتجه شركة إسرائيلية، في قالب ساخر، ومتهكّم على الأوضاع الصعبة التي عاشها ويعيشها الفلسطينيون تحت نير المحتل. وبالكثير من الجدية، يتناول المخرجان شهادات عاشت تلك الأيام والمغامرات التي دوّخت الجيش الإسرائيلي، إذ فشل في رفع تلك القطيعة مع المنتوجات الغذائية الإسرائيلية، وأنهك بسبب مطاردته للأبقار الـ18 التي اشتراها فلسطينيون من فلاح إسرائيلي. 

ورسم المخرج الفلسطيني تلك الأبقار ووضع لها شخوصا وأسماء، وبدا جليا أنّه متعاطف معها، فمنحها خيالا واسعا، زاد من قيمة العمل التوثيقي ونسج بينهم قصصا ظريفة، ذلك أنّ هذه الأبقار كانت جزءا من منظومة الاكتفاء الذاتي التي عمل عليها الفلسطينيون من أجل الاستقلال اقتصادياً عن الاحتلال العسكري الإسرائيلي.وبعد أيام قليلة من بدء إنتاج الحليب، هاجم الجيش الإسرائيلي مزرعة الأبقار واعتقل الناشطين وأمر بإغلاق المزرعة، حينها قرّر المواطنون إخراج الأبقار من المزرعة وإخفائها في بيوتهم بعيداً عن أعين الجيش المحتل، ليبدأ فيما بعد الجيش حملة تفتيش واسعة استمرت أربع سنوات، حيث حاول خلالها "الجيش الأقوى في العالم" القضاء على 18 بقرة. واستعان العمل على صور من الأرشيف، إلى جانب تسجيل عدد من الشهادات من أهل بيت ساحور الذين شاركوا في الانتفاضة، بالإضافة إلى شهادة عسكري إسرائيلي.