تواصل معرض مراد فوغالي بمكتبة الفنون الجميلة

ثماني لوحات تعكس النور بكل تجلياته

ثماني لوحات تعكس النور بكل تجلياته
  • 849
 لطيفة داريب لطيفة داريب

ما أجمل أن تحتضن مكتبة، معرضا للفن التشكيلي لتؤكد تناغم الكتاب بكل عوالمه بفضاء آخر غير متناهي تغوص فيه الرسومات. فلا فرق بين كاتب يخط عالمه مستعملا الحروف، بفنان تشكيلي يترجم خياله من خلال رسمه لأشكال مختلفة، فهما في الأخير يؤديان نفس المهمة، تلك التي تعنى بتقديم الواقع بنظرة فنية خاصة وإعطاء ومضات من خيال واسع لا يعرف الحدود. وفي هذا الصدد تحتضن مكتبة الفنون الجميلة، معرض الفنان المهندس مراد فوغالي الذي يدوم إلى غاية نهاية الشهر الجاري.

ثماني لوحات تزين مكتبة الفنون الجميلة للفنان مراد فوغالي في سابقة تعد الأولى لهذا الفضاء الأدبي في احتضان معرض من هذا النوع رغم ضيق المكان، وفي هذا السياق، ذكر الفنان مراد لـ"المساء" أنه سبق له وأن قدم معرضا بمكتبة الاجتهاد، ليؤكد حب المكتبيين لكل ما له علاقة بالثقافة وهو ما يعد بادرة خير.

وأضاف الفنان أن سبع لوحات من مجمل ما يعرضه في هذه المكتبة، يربطها موضوع واحد يتمثل في النور، حيث انه حاول أن يعكس النور في أعماله وأن يقدمه بطرق مختلفة، لأنه يمثل الحياة بكل بساطة والأمل في غد أفضل، فهو ذاك البصيص من الأمل الذي يدفعنا إلى المضي قدما بدون هوادة ولو صادفتنا عراقيل ومطبات جمة.

والبداية بلوحته "مطر الشمس" التي رسما فيها أشكالا هندسية على شكل دائرتين ليؤكد ولو بطريقة غير مباشرة على مهنته كمهندس، وركز في هذا العمل على الألوان الغامقة مع إضافة للون الأزرق والأبيض. كما عمد الفنان على الفن التجريدي للتعبير عن خوالجه.

أما لوحة "أضواء متفرقة" رسم فيها الفنان بشكل مبهم، بنايات شاهقة يعانق أفقها السماء ويتخللها نور نابع من أشعة الشمس، وكأنه أراد أن يمزج بين عالمين منفصلين يربطهما نور يمثل أمل التعاضد والاتحاد في زمن يفرّق بين الجميع.

ودائما في السياق، رسم مراد لوحة "فترة فاصلة" التي رسم فيها شكلين هندسيين مختلفين، تفصل بينهما موجة زرقاء يخالطها البياض. في حين  عبرّ في لوحته "بين الفصلين"، عن فصل قد يكون الربيع أو الخريف الذي يفصل بين ماهو كل ما يميز فصل الصيف ونفس الشيء بالنسبة لفصل الشتاء، وكأنه أراد أن يبرز طرف ثالث يمكن أن يتصف بالوسطية من دون أية مبالغة وهو عين الحياة بحق.

آه من أنوار المدينة حينما يسدل الليل ستاره عليها، وتتراقص الحشرات حول المصابيح التي تزين  الأعمدة المترامية في أهداب الأحياء الكثيرة، هي لوحة أخرى لمراد بعنوان: "أنوار المدينة" رسم فيها شكلا أصفر يدل على نافذة أشعل فيها الضوء ونحن في جنح الليل.

كما يعرض مراد أيضا، لوحتيّ "في حركة" و«انعكاس" هذه الأخيرة التي تعتبر آخر لوحة رسمها الفنان، لتأتي لوحته "المتاهات"، بألوان ساخنة عكس اللوحات المتبقية لأنها وبكل بساطة لم ترسم في نفس الفترة التي رسمت فيها البقية.

بالمقابل، يعكف الفنان مراد فوغالي، في تحضير معرضه القادم، برواق ثقافة وتراث وسيكون مختلفا جدا عن معرضه هذا، حيث سيعرض فيه لوحات من الفن التصويري، وسيكون افتتاح المعرض يوم 6أكتوبر المقبل.