الاحتفال بالعام الصيني الجديد في أوبرا الجزائر

ثقافتا البلدين تمتزجان على أسس التعايش والتسامح

ثقافتا البلدين تمتزجان على أسس التعايش والتسامح
  • القراءات: 563
❊مليكة. خ ❊مليكة. خ

امتزجت الثقافة الصينية والجزائرية سهرة أول أمس بأوبرا الجزائر، بمناسبة الاحتفاء بالعام الصيني الجديد الذي تزامن أيضا مع السنة الأمازيغية المصادفة لـ 12 يناير؛ حيث أمتعت فرقة يونغتون الصينية الجمهور بمختلف العروض الجميلة والمشوقة، حاملة في طياتها رسائل لقيم إنسانية متعددة، مثل التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر، على أمل أن تكون السنة الجديدة أكثر ازدهارا واستقرارا للمجتمعات كافة. وكان ارتداء إحدى مقدمتي الحفل وهي صينية، الزي القبائلي بمثابة نقطة فارقة في هذا الحدث الذي تجاوب معه الجمهور، الذي سافر عبره إلى أقاصي شرق آسيا؛ حيث تتواجد أعرق الحضارات على وجه الأرض.

السنة الجديدة في الصين عادة ما تقترن بالزهور التي ترمز إلى الأمل والتفاؤل، ومن هنا كانت بداية الحفل الذي استُهل بعرض سمي بـ سباق الزهور؛ حيث أدت الفتيات رقصات بحركات متناسقة بالغة الإتقان، مرتديات فساتين مزركشة متعددة الألوان، وكأنها تتطلع لعام أكثر ازدهارا وإشراقا، وهو ما عبرت عنه أيضا أغنية أدتها فنانة صينية بصوتها الرخيم، استبشرت خيرا بقدوم هذا العام. كما إن أكثر ما شد انتباه الجمهور الذي غصت به قاعة الأوبرا حيث حضر سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر لي ليان خه، الأداء المزدوج لأغنية غوماري لعائشة لبقع، الذي قدمته ببراعة  فرقة جزائرية صينية بامتياز، أضفت لمسة آلة الصولو التي تُعد من التراث الصيني القديم، وكان أداء مميزا لهذه الأغنية التي تُعد من التراث الصحراوي الأصيل، زاده رونقا صوت المطربة الصينية التي أدت الأغنية  ببراعة رفقة مطربة جزائرية شابة، سرعان ما تحوّلتا إلى الإيقاع القبائلي؛ حيث رقصتا على أنغامه تحت تصفيقات حارة للجمهور.

وأخذت العروض الموسيقية حيزا من هذا الحفل، قُدمت خلاله تقاليد مختلف المقاطعات الصينية التي توجد بها 56 قومية، مثل الرقصة التي تعود إلى التراث القديم الذي تمتد جذوره إلى عهد إمبراطورية شو، ورقصة أخرى من جنوب غرب الصين التي تتميز بلباسها التقليدي، إلى جانب رقصة لفرقة  النساء الشجاعات، اللواتي ارتدين فساتين باللونين الأحمر والأصفر، في حين وضعن على رؤوسهن ما يشبه التاج الذي تتدلى منه ضفائر ملتوية تصل إلى القدمين، كدلالة على أن قوّتهن تضاهي قوة الرجال. ولم يغب فن الكونغ فو عن العرض باعتباره من التراث الصيني الأصيل، حيث أبدع شابان صينيان في تقديم الحركات بدقة متناهية تجاوب معها الجمهور كثيرا.

والأمر نفسه مع الألعاب السحرية التي أداها صاحبها بمهارة كبيرة. للإشارة، يُعد الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة من أقدم التقاليد في دول شرق آسيا؛ حيث تشير المعتقدات إلى أن مع حلول العام الجديد تتجدد الطبيعة ويأتي دفء الربيع. وكان الصينيون القدماء يعتقدون أن وحشا شريرا يدعى نيان، كان أقدم في اليوم الأول من الربيع، على أكل ما يدّخرونه من مواد غذائية وماشية.

وأثار ذلك هلع السكان الذين كانوا يخشون أيضا على أطفالهم من الاختطاف من قبل الوحش، مما جعلهم يعَدون له كل ما يكفي حتى يتركهم بسلام.

واستمر هذا الاعتقاد لعدة قرون إلى أن غادر الوحش نهائيا بعد أن أصابه الخوف من طفل كان يرتدي ملابس حمراء، ومنذ ذلك الوقت أضحى الناس يحضّرون ملابس العام الجديد والفوانيس الحمراء لتزيين المنازل، فضلا عن استخدام الألعاب النارية التي تخيف الوحش، إلى أن تمكن الراهب الطاوي هونغ جون لاوزي أخيرا، من القبض عليه.