الصحراء تطرق أبواب المتوسط

تيميمون بزخمها الثقافي وتقاليدها ضيفة على عنابة

تيميمون بزخمها الثقافي وتقاليدها ضيفة على عنابة
  • 127
سميرة عوام سميرة عوام

تحلّ وفود ثقافية وفنية من ولاية تيميمون بعد غد بمدينة عنابة، ضيوفًا على مهرجان الفنون والثقافات الشعبية في طبعته المحلية، الذي سيُفتتح رسميًا مساء الخميس 16جويلية الجاري بقصر الثقافة. وينتظر أن يشهد الحدث أسبوعًا كاملاً من الأنشطة المتنوعة التي تعكس تراث ولاية تيميمون، إحدى أعرق مناطق الجنوب الجزائري.

المدينة الساحلية تستعد لاستقبال دفء الصحراء وسط أجواء البحر، في تظاهرة ثقافية فريدة تُعيد التأكيد على وحدة الهوية الجزائرية في تنوعها الجغرافي والثقافي. وستكون المناسبة فرصة حقيقية لسكان عنابة وضيوفها لاكتشاف عالم تيميمون الآسر، بتقاليده، ألوانه، وأصواته القادمة من عمق الرمال الذهبية.

ولاية تيميمون ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل هي مرآة لتاريخ طويل من الحضارة والتعايش والثقافة الحية. وتُعرف الولاية بعاداتها المتجذّرة، وطقوسها الفريدة التي تنبع من روح الجماعة، مثل احتفالات "الزرنة"، ورقصات "القرقابو" المصاحبة للإنشاد الجماعي، إضافة إلى الأعراس التقليدية التي تحوّل المناسبات العائلية إلى مهرجانات شعبية بكل المقاييس.

ومن المتوقع أن يشهد زوار المهرجان في عنابة مشاهد حية من هذه الطقوس، إذ ستنظم عروض فلكلورية في الساحات المفتوحة، إلى جانب ورشات حية تشرح السياقات التاريخية والاجتماعية لهذه العادات.

سيتضمن البرنامج جناحًا خاصًا بالحرف والصناعات التقليدية، حيث سيعرض حرفيو تيميمون منتجاتهم المصنوعة يدويًا بعناية فائقة. من الزرابي المطرزة بألوان دافئة إلى الأواني الفخارية والفضيات، سيمر الزائر عبر ممرّ زمني يُعيده إلى عصور سابقة، حين كانت الأيادي تصنع الفن من الطين والقماش والنخيل.

الحرفيون لن يكتفوا بالعرض فقط، بل سيقدّمون ورشات تفاعلية لتعريف الزوار بخطوات الإنتاج، ما يضفي طابعًا تعليميًا وإنسانيًا على الفعالية، ويعزز فهم الناس لعمق هذا التراث الذي ظل يتناقل جيلاً بعد جيل.

لا يهدف المهرجان فقط إلى الترفيه، بل هو مساحة حقيقية للتقارب بين أبناء الوطن الواحد، وفرصة لتعزيز الروابط الثقافية بين مناطق الجزائر المختلفة. لقاء تيميمون بعنابة هو لقاء بين النخيل وموج البحر، بين الرمال الحارّة ونسيم المتوسط، بين تراث الجنوب وروح الشمال. وقد عبّر عدد من الفاعلين الثقافيين في عنابة عن حماسهم لهذا الحدث، مؤكدين أن "استضافة تيميمون هو تكريم لثقافة عميقة، تسكن وجدان الجزائريين جميعًا، مهما اختلفت مواقعهم الجغرافية".

يتضمن برنامج الأسبوع الثقافي عدة فقرات من بينها عروض موسيقية وفنية، معارض صور فوتوغرافية توثق الحياة اليومية في الجنوب، أمسيات شعرية، وعروض حكي للأطفال مستوحاة من تراث القصص التيميموني. كما ستُنظم لقاءات فكرية حول أهمية الحفاظ على الذاكرة الثقافية للجنوب، ودورها في بناء شخصية وطنية جامعة.