ملتقى “الدراسات الاستشرافية المعاصرة في علم الميزان” بوهران

توظيف علمي يخدم الواقع المعيش

توظيف علمي يخدم الواقع المعيش
  • القراءات: 454
مريم. ن مريم. ن

ينظّم مخبر الدراسات القرآنية والمقاصدية، بالاشتراك مع مخبر مخطوطات الحضارة الإسلامية في شمال إفريقيا بكلية العلوم الانسانية والعلوم الاسلامية بجامعة "أحمد بن بلة" بوهران، في 25 أكتوبر القادم، الملتقى الدولي الأوّل حول الدراسات الاستشرافية المعاصرة في علم الميزان، ويطرح المنهجية المطوّرة وتوظيفها في بناء رؤية مستقبلية وفق القواعد الشرعية في النظر والبناء والاستدلال.

يعتبر طلب المصالح العاجلة والآجلة ودفع المفاسد الواقعة والمتوقعة مقصدا شرعيا، ولما كانت الأفعال باعتبار العموم والخصوص مقدمات لنتائجها، وبالتالي كما جاء في ديباجة الملتقى، فإنّه لزم لمن رام طلب المصالح ودفع أرذل المفاسد النظر في الأمور قبل نزولها ومعاينة نهاياتها في بداياتها، واتقاء المهالك قبل وقوعها لارتباط العلل بالمعلولات، والمسببات بالأفعال والتصرفات، وملك ذلك كله وقوام أمره تنزيل فقه الواقع والتوقع وفق مقتضيات الأحوال والأزمان، وتوظيف أدوات النظر المعينة على فقه سنن الارتباط بين المقدّمات والنتائج، وأصول الموازنات لانتخاب أكمل المنظومات المفضية لأكمل الغايات خاصة والحوادث والمستجدات في تغاير وتسارع، لسان حالها ينطق بخروج مجموع الأمة وآحادها من دائرة الفعل الحضاري إلى دائرة التوقع والانتظار. من أبرز العلوم المساعدة على هذا الفهم ـ حسب ما جاء في هذا الطرح ـ فقه الاستشراف الذي تتمالأ مثله وشواهده في القرآن والسنة من خلال منظومة السنن الإلهية وأحاديث الفتن وأشراط الساعة وقواعد رعي المآل وسد الذرائع.

الناظر إلى الدراسات الاستشرافية في واقع البحث المعاصر يجد أنها تحظى باهتمام بالغ خاصة في الأبحاث الغربية، في ظل التحول الرقمي والتغيرات المتسارعة التي تشكل تحديا حقيقيا في عمليات اتخاذ القرار ومواجهة المشكلات باعتبار آثارها على المدى البعيد والمتوسط، إضافة إلى الاختيار بين البدائل والحلول المستقبلية انطلاقا من تحديد الأهداف ورصد الاحتمالات، الأمر الذي لم تغفله الدراسات الإسلامية المعاصرة، في محاولة منهجية للإفادة من الأسس والمناهج والأنساق المفاهيمية المطوّرة وتوظيفها في بناء رؤية مستقبلية وفق القواعد الشرعية في النظر والاستدلال والبناء.يطرح الملتقى إشكالية الاحتكام إلى الدراسات المستقبلية في المنظور الغربي والأبحاث المعاصرة باعتبار ما لها وما عليها، على أن تكون المحاكمة من خلال قواعد علم الميزان الشرعي، تأسيسا على الكليات الشرعية المعتبرة في فقه المآلات، ووصولا إلى بناء منظومات كلية في الدرس الاستشرافي تتوافق مع المقاصد الشرعية وتنسجم مع التصور الإسلامي للكون والوجود والحياة.

وذلك من خلال طرح بعض الإشكاليات منها ما حقيقة الدراسات الاستشرافية وما أهمّ نظرياتها ومناهجها في الفكر الغربي والدراسات المعاصرة، وماهي الأصول التشريعية للدرس الاستشرافي في القرآن والسنة والأدلة المعتبرة، وإرهاصاته في مدونات الفقه والأصول والتاريخ وعلم الاجتماع والتربية، وما واقع الدراسات الاستشرافية في حاضر العالم الإسلامي وأهم تحدياتها، مع ضوابط المحاكمة والاحتكام باعتبار علم الميزان من خلال تحليل النظريات والمناهج والأنساقالمفاهيمية وغيرها.للإشارة يهدف الملتقى إلى بيان ماهية الدراسات الاستشرافية وأهم مناهجها وتطبيقاتها، وتأصيل الدرس الاستشرافي من خلال الكليات التشريعية، ومحاكمة المناهج النظرية والتطبيقات العلمية وفق الميزان الشرعي، وكذا الإفادة من النظريات المعاصرة في ترشيد المنظومة الإصلاحية باعتبار الحال والمآل.

يخص المحور الأول من الملتقى "المفاهيم والمصطلحات (الدراسات الاستشرافية، التخطيط الاستراتيجي، فقه التوقع، نظرية المآل باعتبار العموم لا الخصوص)، أما المحور الثاني فيتعلق "بالتأصيل التشريعي للدراسات الاستشرافية وبوادر الدرس المستقبلي في المدونات التراثية، فيما يتناول المحور الثالث النشأة والتطور والمناهج والمبادئ"إضافة لمحاور أخرى منها "واقع الدراسات الاستشرافية في العالم الإسلامي، و"النقد والمحاكمة من خلال عرض نماذج تطبيقية للنظريات والتطبيقات المعاصرة وبناء المنظومات والتصورات المقترحة والمجالات والتطبيقات (الدراسات الاسلامية والتاريخية والإنسانية والإعلام والاقتصاد والتربية وعلم النّفس).