يتناول «تلمسان القروسطية»

توسيع المشروع لتخصصات جامعية أخرى

توسيع المشروع لتخصصات جامعية أخرى
  • القراءات: 497
❊ ق.ث ❊ ق.ث

تم توسيع المشروع الذي يتناول موضوع «المدن والقرى في إمارة تلمسان في القرون الوسطى» لدوائر الكيمياء والجيولوجيا والهندسة المعمارية والإعلام الآلي، حسبما صرح به الأستاذ في علم الآثار  والتاريخ الإسلامي بجامعة السربون (باريس)، ميشال تيراس، على هامش مائدة مستديرة بخصوص هذا الموضوع في جامعة تلمسان «أبو بكر بلقايد».

ق.ث

 

أوضح هذا المختص الذي يترأس أيضا المعهد المتوسطي لـ(وأج) قائلا في هذا الصدد «نطمح إلى إدراج الإعلام الآلي بالشراكة مع دائرة الإعلام الآلي وعلم آثار الألوان والجيولوجيا والهندسة في سبيل تطوير البحوث حول هذا المشروع أكثر»، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر سابقة على صعيد تعدد التخصصات.

وأضاف أن هذا اللقاء بجامعة تلمسان «أبو بكر بلقايد»، يهدف إلى «تكوين الطالب المحضر لرسالة دكتوراه في علم الآثار عن طريق البحث الذي يوفق بين النظري والتطبيقي»، مؤكدا أنّ الأمر يتعلق بمرافقة حقيقية للباحثين المستقبليين عن طريق الشراكة «هوبر ـ كورين ـ تاسيلي» برنامج التعاون الجزائري الفرنسي الذي يقوم بتدعيم مشاريع بحث مشتركة على مدى ثلاث سنوات، وقال في هذا الشأن بأنه «يتعين على الباحث في علم الآثار أن يعيد للمواطن ثقافته».

وعند تطرقه إلى المائدة المستديرة التي تزمع القيام بتقييم أول لهذا البرنامج الذي يستكمل يوم 31 ديسمبر المقبل، ذكر ميشال تيراس أنّ الأشغال شملت بحوثا وأعمال حفريات على مستوى قصر «المشور»،  مع تحليل مواقع أثرية هامة بتلمسان، منها مسجد سيدي الحلوي والمسجد الكبير بتاقرارت، وقال بأن هذه العملية التي تعد نتاج اتفاقية أبرمت بين جامعتي تلمسان والسربون، وتؤطرها زميلته أنياس شاربونتيي المكلفة بالبحوث بالمركز الوطني للبحوث العلمية (فرنسا)، ستسمح للطلبة المحضرين لرسالة الدكتوراه من  البلدين بمتابعة تربصات لمدة شهرين في ضفتي المتوسط لإتقان أعمالهم، مشيرا إلى أنه «يجب المزيد من الأعمال لمباشرة دراسة مواقع تاريخية وأثرية هامة على غرار ضريح سيدي يعقوب ومسجده».

وبعد أن أبرز جودة العمل الذي أنجزته ورشات تلمسان القروسطية والمطلوبة في كل مكان، لاسيما من طرف المرابطين، ذكر ميشال تيراسي ـ على سبيل المثال ـ زليج تلمسان المستعمل في فاس، علاوة على المبادلات العديدة مع الأندلس والمغرب.

خصص اليوم الثاني من المائدة المستديرة، أول أمس، لعلم الآثار الحضري والأثري الذي يهدف إلى تحليل التراث الأثري وتطور العمران في تلمسان، وفي مدن المنطقة الأخرى، على غرار ندرومة وحنين وغزوات.  تمحورت المواضيع التي تناولها المتدخلون (باحثون وطلبة في الدكتوراه) حول علم الآثار الحضري والأثري وتهيئة الإقليم واستعمال الإعلام الآلي في علم  الآثار. قامت الطالبة المحضرة لدكتوراه في علم الآثار بجامعة «أبو بكر بلقايد» بتقييم لوضعية مدينة ندرومة التي لعبت دورا هاما في تاريخ المغرب العربي القروسطي، وأضافت تقول بأن «خير شاهد على ذلك، المعالم الأثرية التي تحتفظ بها»، متأسفة عن تحويل عمرانها وتجديدها وإعادة تشكيلها.  من جهته، عالج الطالب المحضر للدكتوراه، موضوع المعالم الأثرية المرينية لمدينة وجدة، مبرزا إرادة المرينيين خلال القرن 13 في التزوّد بأماكن قوية نحو شرق الإمارة، وتطرّق الأستاذ محمد نبيل ويسيي رئيس دائرة علم الآثار للتراث الريفي لمنطقة «الترارة»، مشيرا إلى عدة نماذج من المناطق الريفية المبنية بمواد تلك الحقبة، والتي لم يبق منها حاليا إلا بعض الأطلال التي «يجب إنقاذها وتقويتها».

اختتم هذا اللقاء الذي نظم من طرف جامعتي تلمسان والسربون أمس الأربعاء، بتناول موضوع ثالث يخص دراسة الموارد المادية للتاريخ، على غرار الزليج والخزف وهياكل البناء في إمارة تلمسان في القرون الوسطى.