في جامعة الشهيد "حمة لخضر" بالوادي

تنظيم ملتقى حول الهجرة الجزائرية نحو الجوار وفرنسا خلال فترة الاحتلال

تنظيم ملتقى حول الهجرة الجزائرية نحو الجوار وفرنسا خلال فترة الاحتلال
  • القراءات: 621
لطيفة داريب لطيفة داريب

تنظم فرقة البحث "عودة المجاهدين الجزائريين إلى البلاد غداة الاستقلال وتأثيرهم في الحياة العامة" لمخبر بحث التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للجزائر (جامعة الشهيد حمه لخضر الوادي)، الملتقى الوطني بعنوان: "الهجرة الجزائرية نحو دول الجوار وفرنسا خلال فترة الاحتلال الفرنسي" يومي 17 و18 أكتوبر المقبل، بكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية.

جاء في ديباجة الملتقى، أن الهجرة ظاهرة اجتماعية عرفها الإنسان عبر التاريخ، سواء كانت مؤقتة أو دائمة فردية، أو جماعية، كما كان الجزائريون عنصرا فاعلا في تنشيط حركة الهجرة في الداخل والخارج نحو دول الجوار والبلاد الإسلامية، أو باتجاه فرنسا وأوروبا بشكل عام.

ولم تكن هجرة الجزائريين أو تهجيرهم نتيجة مباشرة للاحتلال الفرنسي للبلاد عام 1830، لوجودها حتى قبل هذا التاريخ، لكن سياسات الاستعمار القمعية في مختلف جوانبها من أجل إخضاع العنصر الجزائري، ساهمت في تسريع حركة الهجرة نحو دول الجوار المغاربي، وفرنسا لاحقا، خلال الحرب العالمية الأولى.

كان المهاجرون الجزائريون فعالين في المجتمعات والدول التي استقطبت هجراتهم، سواء في الجوار المغاربي أو فرنسا، حيث كانوا يدا عاملة نشيطة تساعد على دفع واقع الحياة العامة لتلك الأوطان والأمصار، ولهم حضور لافت في بعض البلدان.

وبعد استرجاع الشهادة الوطنية الجزائرية، ورجوع المهاجرين الجزائريين إلى وطنهم، واندماجهم في شتى مفاصل مكوناته المجتمعية، شكل حضورهم قوة  في معركة البناء والتشييد لما لهم من سابق خبرة، وكذا التنوع الحرفي بسبب ما تلقوه في بلاد المهجر من خبرات؛ هذا الأمر أضفى على الحياة العامة للجزائريين زخما معرفيا ذا أبعاد ثقافية لامس شتى مناحي الحياة والمواقع.

أما عن إشكالية الملتقى، تتمثل في البحث في تاريخ وذاكرة المهاجرين الجزائريين إلى دول الجوار وفرنسا، وتتبع المصادر المختلفة (وثائقية وشفوية ) التي ترصد واقعهم أثناء فترة هجرتهم، وكذا تأثيرهم وإسهاماتهم في المجتمعات المهاجر إليها، أو بعد عودتهم عند الاستقلال، ضمن دراسة تاريخية واجتماعية وأنثروبولوجية.

كما تتقيد الورقات البحثية بالإطار الجغرافي والزمني ضمن المحاور الآتية: ظاهرة الهجرة في المجتمع الجزائري أثناء الاحتلال الفرنسي. الظروف المرتبطة بهجرة الجزائريين نحو دول الجوار وفرنسا. مساهمات المهاجرين الجزائريين في الحياة العامة للبلدان التي هاجروا إليها. وتأثير عودة المهاجرين الجزائريين خلال وبعد الاستقلال.

أما أهداف الملتقى فهي: جمع وتوثيق تاريخ الهجرة الجزائرية (وثائق، شهادات ...). بالإضافة إلى رصد واقع المهاجريين الجزائريين بالأوطان التي هاجروا إليها، ومساهمتهم في بنيتها الحضارية (التأثير والثأثر)، علاوة على أهمية إظهار دور شريحة المهاجرين الجزائريين العائدين، ومشاركتهم في بناء جزائر الاستقلال. وكذا تتبع مسار عودة المهاجرين والمحامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي عادوا بها إلى الجزائر.