الأيام الثانية العربية للمسرح "حسان بلكيرد"

تنظيم 3 ورشات تكوينية في الكتابة، التمثيل والسينوغرافيا

تنظيم 3 ورشات تكوينية في الكتابة، التمثيل والسينوغرافيا
  • القراءات: 473
د. مالك د. مالك

أعلنت إدارة الأيام الثانية العربية للمسرح "حسان بلكيرد"، عن إقامة ورشات تكوينية محلية، لفائدة طلبة جامعتي سطيف1 و2، والجمعيات والتعاونيات الثقافية، خلال التظاهرة التي ستقام في الفترة الممتدة من 14 إلى 18 فيفري الجاري.

حسب الصفحة الرسمية للتظاهرة على "فايسبوك"، تتعلق الورشة الأولى بالكتابة الدرامية التي ستؤطرها الأستاذة صفاء البيلي من مصر. ومن المحتمل أن تكون مواصلة للورشة السابقة التي أشرفت عليها في الدورة الأولى للمهرجان، في العام المنصرم.

أما الورشة الثانية فتتمثل في ورشة إعداد الممثل، تؤطرها الأستاذة هناء الوسلاتي من تونس. وستكون الورشة الثالثة في السينوغرافيا. ويشرف عليها السينوغراف الجزائري يوسف عابدين.

الدورة الثانية لهذا الحدث المسرحي ستحمل شعار "لقاؤنا ارتقاؤنا.. إبداعنا انتصارنا". وسيكون المخرج أحمد رزاق رئيسا للجنة التحكيم، بعضوية السينوغراف حازم شبل من مصر، والدكتور أحمد حميد من العراق، والكاتب والشاعر عبد الرحمان إبراهيم أحمد من قطر، والفنانة المسرحية والتلفزيونية الجزائرية سميرة صحراوي.

وتمثل الفرق المسرحية المشاركة في الدورة الثانية للأيام المسرحية العربية بولاية سطيف، خمس دول، هي الجزائر، والعراق، والسعودية، ومصر وتونس، فضلا عن حضور ضيوف شرف من الأردن، وليبيا والصحراء الغربية.

التظاهرة التي ستستقبل العروض في دار الثقافة لولاية سطيف، ستشهد مشاركة الفنان المسرحي الفلسطيني غنام غنام، بعرض عنوانه "بأم عيني"، ليُفتتح هذا الحدث المسرحي العربي، ويكون مُكيَّفا ومتماشيا مع الأحداث المؤلمة التي تعيشها فلسطين منذ أشهر.

والأيام المسرحية العربية أُطلقت باسم الفنان الراحل حسان بلكيرد، الذي وُلد في 22 نوفمبر 1905 بمدينة قسنطينة، من أب قاض، وأم من أحفاد أحمد باي، وابنة أحد أبطال مقاومة سيدي الشيخ. أدخله أبوه للتعلم والدراسة بالمدارس الخاصة، ولم يدخل المدارس الفرنسية أبدا، وكان تعلّمه منفردا وعصاميا.

وترعرع في صباه في كل من سوق أهراس والحروش وعين ولمان، بسبب تنقلات أبيه الذي وافته المنية عام 1918، وكان عمره آنذاك 13 سنة، ليتوجه، بعد ذلك، إلى قسنطينة لطلب العلم، ثم تنقّل إلى جامع الزيتونة، ثم إلى القاهرة؛ حيث دخل المعهد العالي للفنون الدرامية. وتَعلّم على يد كبار رواد المسرح العربي؛ أمثال يوسف وهبي، والفكاهي شكوكو، والممثلة أمينة رزق، وعبد المطلب وغيرهم. وكانت آخر وجهة لطلب العلم إسطنبول؛ لدراسة فن الأوبرات، وأصول الموسيقى.

وتأثر حسان بلكيرد في توجهه الفكري بمحمد عبده، وجمال الدين الأفغاني، ومصطفى أتاتورك. كما تميز بالوسامة، والذكاء، وقوة التأثير في الناس؛ فكان يأخذ ما يريد ممن يريد بطريقته الخاصة والمتميزة. كما كان الفنان المناضل يعطي كل ذي حق حقه، ويدير شؤون حياته بنوع من الأخذ والعطاء؛ لذا اكتسب الكثير من الأصدقاء، والقليل من الأعداء.

والأهم من ذلك، فقد وظف جميع هذه الصفات خدمة للوطن. وعند عودته إلى أرض الوطن، مكث بقسنطينة شهورا قليلة، ليستقر بمدينة سطيف؛ حيث بدأت مسيرته النضالية والإبداعية، ففتح أول مكتبة للغة العربية سنة 1936 باسم "مكتبة الترقي العربي" مكان "صيدلية فرحات عباس"، بجانب البنك الوطني حاليا. كما أسس أول فوج للكشافة الإسلامية الجزائرية بمدينة سطيف سنة 1936، سُمي "فوج الحياة"، وكان ثالث فوج كشفي إسلامي جزائري، بعدما أسس محمد بوراس فوج "الفلاح" بخميس مليانة، وفوج "الرجاء" بالعاصمة. ونشط بلكيرد هذا الفوج تحت ستار الجمعية المحلية الخيرية، إلى غاية منح الاعتماد من طرف الإدارة الاستعمارية، يوم 7 جويلية 1938. وساعده في تسيير الفوج السعيد سعيدي المعروف بـ "لاجودان ".

وحارب الراحل الآفات الاجتماعية التي سادت وقته آنذاك. وألّف، أيضا، العديد من الأناشيد الوطنية والدينية، والتي أداها كشافة فوج "الحياة" والعديد من أفواج الوطن، ومنها "هيّا يا كشاف"، التي اعتُمدت نشيدا رسميا للكشافة الجزائرية. كما ألّف نشيد "من جبالنا" الذي ألقي لأول مرة بقسنطينة في اجتماع لساسة الجزائر برئاسة فرحات عباس، حين قرأ على الحضور بيان الشعب بالفرنسية سنة 1945. وتعرّض للاختطاف ليلة 7 سبتمبر 1957 من طرف عساكر القبعات الخضراء، من بيته. 

وعُذب بملعب البلدة (قصاب محمد حاليا)، ثم نُقل إلى رقان؛ حيث أجريت عليه رفقة 150 سجين، التجارب النووية والقنبلة الذرية. والأيام العربية للمسرح تظاهرة يدعمها صندوق تطوير الفنون وترقيتها بوزارة الثقافة والفنون، بالتنسيق مع دار الثقافة هواري بومدين، وإشراف المجلس البلدي لسطيف. وتنظمها جمعية فن الإبداع الثقافية.