تنديد بعملية تخريب معلم ”عين أسير” الأثري

تنديد بعملية تخريب معلم ”عين أسير” الأثري
  • القراءات: 1448
سميرة عوام سميرة عوام

استنكر أعضاء ”جمعية عنابة تراث” مؤخرا، عملية التخريب التي طالت المعلم التاريخي ”عين أسير” الذي يقع بحي النصر بالقرب من مقبرة زغوان بمحاذاة القلعة الحفصية، التي تضم مسجدا ومباني عسكرية.

وللحفاظ على هذه الآثار والمعالم التاريخية والدينية بالمدينة قام أعضاء الجمعية سنة 2016، بدراسات قصد ترميم المعلم وتصنيفه. وقد تسلمت الهيئات العمومية نسخة من هذا الملف، حيث قامت مصالح بلدية عنابة بإعادة ترميم عين الأسير وتهيئتها، إلا أن التصنيف لم يتم إلى يومنا هذا، مما تسبب في تخريبها من طرف مجهولين، وهو الأمر الذي أثار غضب المثقفين والنخبة بعنابة. كما أن العين الموجودة بهذا المعلم ”سبيل عثماني”، وهي عبارة عن وقف لسقي الماء لعابري السبيل، وهي ملحقة بمبان أخرى مثل المساجد والمدارس. كما تعتبر عين الأسير آخر أربع يون من العهد العثماني بعد اختفاء عين جرادة بشارع الجزائر، وعين شريط وحوض السكان بشارع الفداء، حيث تم إحصاء في العهد العثماني، ثلاثين منبعا مائيا يسيَّر ويصان من طرف مسؤول العيون المعين من قبل خليفة المسلمين؛ إذ تروي الذاكرة الشعبية، حسبما سرد بعض المؤرخين، أن العين شيدها ونقشها أسير أوروبي، حيث كانت وسيلة لتخليص نفسه من الأسر لذلك سميت بعين الأسير.

ويعود بناء العين إلى القرن الثامن عشر ميلادي؛ فتصميمها يمزج بين طابع الوكوكو والخزف المغاربي الأصيل، وهي قطعة نادرة في الجزائر، وسميت العين خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية بالعين الرومانية؛ ظنا من المستعمر أنها تعود للعهد الروماني. وفي سنة 1913 تم ترميمها من طرف النقيب ألبرت مترو دو لا موت كبرون بمناسبة خمسينية أكاديمية هيبون، حيث تُعد ولاية عنابة من بين مدن الجزائر التي تتوفر على تراث مادي وتاريخي ثقيل؛ من شأنه أن يحولها إلى مدينة سياحية وثقافية بامتياز.