الكاتب والفنان التشكيلي نوار ياسين ل“المساء“:

تمنحني الكتابة حرية أكبر مما يفعله الرسم

تمنحني الكتابة حرية أكبر  مما يفعله الرسم
الكاتب وأستاذ العلوم الإسلامية نوار ياسين
  • القراءات: 1023
 لطيفة داريب لطيفة داريب

ظفر الكاتب وأستاذ العلوم الإسلامية نوار ياسين، بالمرتبة الأولى في المسابقة الدولية التي نظمتها (دار الباحث) للنشر والتوزيع، وهذا في مجال الرواية العلمية، عن روايته (وفد بغداد).

قال الكاتب والفنان التشكيلي نوار ياسين لـ (المساء)، إن روايته "وفد بغداد" كانت مجرد فكرة، تحولت إلى رواية بعد أن شاهد إعلان المسابقة التي نظمتها (دار الباحث) للنشر والتوزيع، مضيفا أنه عرف أن المقصود من المسابقة هو الرواية التي تتبنى المنهج العلمي في الطرح والسرد، بغض النظر عن طبيعة الموضوع؛ تاريخيا كان أو غيره. وكشف ياسين لـ (المساء) تناوله في روايته جانبا من تاريخ العرب والمسلمين، وتسليط الضوء على حقبة معيّنة فيه، حينما كان هؤلاء على درجة من التطور والوعي؛ بحيث أذهلت مخترعاتهم ومنظومتهم القانونية والاجتماعية وكذا أخلاقهم، العالم الغربي. وتجلى ذلك واضحا من خلال الهدية التي بعث بها هارون الرشيد إلى معاصره الملك شارلمان، مشيرا في السياق ذاته، إلى تبني المدينة الألمانية آخن، أحداث الرواية.

وعبرّ ياسين عبر منبر (المساء) عن سعادته بهذا الفوز. وقال إنه كان سيرضى بالمرتبة الرابعة أو حتى الخامسة نظرا لرقيّ هذه المسابقة الدولية. وزادت فرحته حينما علم من القائمين على الدار، بحجب أسماء المشاركين أمام لجنة القراءة الموقرة؛ إذ لم تسلَّم لهم إلا في آخر مرحلة، لتحديد المراتب الثلاث الأولى. كما عدَّ ياسين الكتابة هواية مهمة يزاولها من وقت لآخر، ومادام هناك نص حاضر فلِم لا يشارك؟ وطبعا، "من لا يبتغي الفوز؟"، يتساءل ياسين، مضيفا أن التعبير بالقلم يمنحه حرية أكبر، ومساحات أكبر من تلك التي يمنحها إياه الرسم؛ باعتباره فنانا تشكيليا أيضا. وتابع: "في داخل كل كاتب عشق للرسم ولكل ما هو جميل في الوجود كله؛ لهذا السبب أظن أن الكاتب والفنان يلتقيان ويتفاهمان جيدا في نقاط كثيرة جدا، والدليل على ذلك تلك الصداقات التي يعقدها الكتّاب والشعراء مع فنانين، تدوم، في العادة، مدى الحياة". كما أكد أن الكتابة مثل الحياة، "نعيشها في ترقب لما سوف يحصل في هذا المنعطف أو ذاك"، بينما اعتبر أن التخطيط المسبق ورسم هيكل الرواية قبل الشروع فيه، رغم فاعليته، يُفقدها الكثير من البريق.

وبالمقابل، قال ياسين إن الساحة الأدبية في رأيه الشخصي، تعيش مرحلة انتقالية، قد تسفر عن ميلاد أسماء ثقيلة في المستقبل القريب. وقد يحصل عكس ذلك؛ فنظل نلفّ وندور حول مواضيع أكل عليها الدهر وشرب، في حين اعتبر أن العالم الافتراضي مجرد وسيلة، من الضروري التحكم فيها أفضل، والاستفادة مما تتيحه من فرص عظيمه للوصول إلى القارئ. وعن جديد ياسين في الكتابة، كشف عن عمل روائي غير مكتمل يعمل عليه من فترة، يتمنى إتمامه في وقت قريب، وأن يستحق ما ينفقه في سبيله من وقت وجهد.

للإشارة، للكاتب ياسين نوار العديد من الأعمال المنشورة، منها: صحاري السراب، ورحى الأيام، وبعيدا جدا عن الجنة، وحبة البرتقال، وحكاية طفلين، وثلاثة أيام، وكاف الريح وخلخال عمّتي. أما عن جوائزه التي تحصّل عليها وطنيا ودوليا، فقد تحصّل على جائزة رئيس الجمهورية "علي معاشي" فرع الرواية سنة 2014. وله العديد من المشاركات، منها ندوة فكرية حول تقنيات التنشيط الثقافي بالمنستير بتونس 2015، وفي كل من تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2016، والصالون الوطني الأول للفنون التشكيلية بالطارف 2017، واليوم العالمي للعيش في سلام بمتحف الفن المعاصر بوهران 2018.