الطبعة الـ39 لمهرجان تيمقاد الدولي

تمازج «الراي» والنغمة العربية الأصيلة

تمازج «الراي» والنغمة العربية الأصيلة
  • 882
ع. بزاعي ع. بزاعي

تتواصل سهرات الطبعة التاسعة والثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي في أجواء عائلية طبعها التنظيم المحكم، وميّزها الغياب المفاجئ للشاب خلاص عن الموعد لدواع صحية، فوجد الشباب متنفسهم فوق ركح المسرح الروماني الجديد الذي سيستقطب اليوم الإثنين كل من ناسي، ويلي وليام ونصر الدين حرة. 

تمازجت في هذه السهرة طبوع الراي في حضور الشاب حسام  صاحب رائعة «خطيرة خطيرة»، لتضفي لونا فنيا على المدينة الأثرية التي تزيّنت لاستقبال ضيوفها ككل سنة، فكانت سهرة للتمازج والانتماء أضافت لمسة فنية على الإبداع الفني، ومزجت بين ثقافات المغرب العربي ممثّلة في الفن الجزائري الذي أدرك العالمية بفضل الأغنية الرايوية.

حضرت النغمة العربية الأصيلة، معبّرة عن الزخم الثقافي الذي يزخر به الوطن العربي في إطلالة كل من همام إبراهيم العراقي وحسام جنيد السوري، وجسّدت في مضامينها الوجدان العربي، فأطرب الأوّل الجمهور بعدما استحضر كاظميات الساهر وناظم الغزالي إضافة إلى الغناء الشبابي في ساعة من الزمن، إذ عرف كيف يتسلّل ويستهوي ذوق الجمهور الذي تجاوب مع أدائه، عندما اعتلى المنصة بظهور مميّز في سابقة لم يعهدها المهرجان، ولم يبادر بها أيّ فنان عندما فضّل الظهور بلباس جزائري عاصمي ولفّ العلم الوطني الجزائري على عنقه تعبيرا عن حبه للجزائر. 

بدوره الفنان السوري حسام جنيد، لم يدخر جهدا كبيرا لكسب ود الجمهور، بعدما نبش في التراث الثوري القديم وأدى روائع «سكة حلب»، «شموسة»، «سامحتك» و»اشتقت لك»، فلم يفوّت الفرصة للبوح بحنجرته عن هموم الوطن العربي وويلات الثورات التي اصطلح عليها بالربيع العربي، فنقل الرسالة في مضامينها تعبيرا منه عن الروابط التاريخية التي تربط الجزائر ببلده في دعوة صريحة في سبيل الإخلاص للوطن.

من جهته، عزف الشاب حسام على وتر الراي وأبدع فيه وعرف بخبرته، وهو يقابل جمهور تيمقاد لأوّل مرة، كيف يستدرج الشباب إليه، ليؤكّد العلاقة من جديد، أملا في أن تتاح له فرص أخرى للمشاركة في مهرجان تيمقاد الدولي، وما أدركه من تطور بتقدم طبعاته نحو الاحترافية والعالمية، وكانت ثلاثون دقيقة كافية لتحويل الركح إلى فضاء راقص متفاعل مع ميولات الشباب الذين ردّدوا أغانيه عن ظهر قلب، خصوصا رائعة «خطيرة خطيرة»، «شوفي بنتك ما دارت فيّ» و»المكتوب» وغيرها من أغانيه الشيقة التي يحبها الشباب.