المخرج محمد الزاوي:

تلقيت اعتذارا من صديقي وسأشارك في مهرجان وهران

تلقيت اعتذارا من صديقي وسأشارك في مهرجان وهران
  • القراءات: 623
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال المخرج محمد الزاوي إن ابراهيم صديقي، محافظ مهرجان وهران للفيلم العربي، اعتذر له أمس عن الخطأ الذي وقع، وأنه لم يكن على علم بهذه الحقائق المتعلقة بالتذكرة والإقامة، وأضاف الزاوي أن صديقي طلب منه أن لا يحرم الجمهور من عرض فيلمه ومن مشاركته الشخصية، وأنه سيبعث له التذكرة في أقرب وقت، لذلك قرر الزاوي من باب الحكمة والعقل ألا يحرم المهرجان من مشاركته ومن عرض فيلمه.

 

وكان محمد زاوي امتعض من فحوى دعوة الهيئة المنظمة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي حيث طلب منه شراء تذكرة الطائرة، والمكوث يومين لا غير لحضور عرض فيلمه "أنا حالة إنسانية" ضمن مسابقة بانوراما، متسائلا عن قلة الاحترام التي يُتعامل بها الفنان الجزائري.

اعتبر المخرج محمد زاوي صاحب عدة جوائز وطنية ودولية عبر منبر "المساء" أنه كمخرج لم يتحصل ولا على سنتيم واحد من أي جهة حكومية لتمويل أفلامه، كما أنه ظفر بعدة جوائز دولية، وبالتالي فهو يستحق أكثر، مضيفا أنه لا يقبل بهذه الأمور المهينة وغير المعقولة. ليتساءل: "كيف يُطلب من مخرج أن يأتي لعرض فيلمه بالمجان على الجمهور وفي نفس الوقت يتكفل بشراء تذكرة السفر ليمكث يومين فقط، ؟ (30و31جويلية) في أي مهرجان يحدث هذا؟. ليضيف للأسف الجزائري يهين أخيه الجزائري".

وأكد الزاوي، آماله في نجاح التظاهرات الثقافية في الجزائر، لكن هذا لا يعني تقبله بما لا يمكن قبوله، معتبرا أن ما حدث له هو تقليل من شأن مثقفينا، فقرار المحافظة الذي ينص على مكوث المخرجين الذين تعرض أفلامهم مرة واحدة، يومين لا غير وهما يوم الوصول ويوم العرض وكذا إجبارية دفع ثمن تذكرتهم، غير معقول، مضيفا أن هذا الأمر يتعلق فقط بالمشاركين في مسابقة بانوراما، وهم من الجزائريين فقط، نذكر: أبالة بفيلم "دهنيز"، فوزي بوجمعة، بفيلم "عيسى"، شعباني زياد بفيلم "الغلطة"، حكيم طرايدية بفيلم "لاعب الدومينو"، عيسى جوامع بفيلم "رجل ومسرحان"، رضا بلغياط بفيلم "على الحافة" و«أنا حالة إنسانية" لمحمد زاوي والذي ظفر به بالجازة الخامسة في مسابقة نيكون بفرنسا بين 1274 فيلم مشارك.

ولام زاوي المقيم بفرنسا، العقلية السائدة في محافظة مهرجان وهران، مستثنيا وزير الثقافة الذي سبق له وأن نوه بفوزه في مهرجان الإسكندرية، من خلال بيان وجهه إلى الصحافة. وقد سبق لزاوي أن عاش حالة مشابهة تتمثل في عدم توجيه الدعوة له من الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي في الحفل الذي نظمته على شرف مخرج البئر، لطفي بوشوشي الذي ظفر بجائزة في مهرجان الإسكندرية الدولي في طبعته الحادية والثلاثين، وهو نفس النجاح الذي حققه زاوي في نفس الفعاليات حيث تحصل على جائزة "النخلة الذهبية".

بالمقابل، حث زاوي على تكريم المخرجين والمبدعين العرب أو الأجانب والتي اعتبرها من التقاليد التي يجب أن نحافظ علينا لكن ما هي المكانة التي يحظى بها المبدع الجزائري؟!، مشيرا إلى أن له دين على المسؤولين عن هذه المهرجانات، فهو لم يطلب في يوم من الأيام، مالا لصنع أفلامه، كما رفع اسم الجزائر عاليا في المحافل الدولية، وقد وجه سابقا طلبات لمشاركة في أفلامه في مثل هذه الفعاليات، ليتساءل مجددا: "ماذا قدمت لي الجزائر.؟ هل جرى تكريمي يوما ما؟"

وأضاف أن فيلمه "عائد إلى مونلوك" فاز بالخنجر الذهبي في عمان ثم فاز فيلمه "آخر كلام بالنخلة الذهبية في مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط" وفي كندا، وفي النهاية "تأتيك رسالة فيها دعوة لحضور المهرجان لكن بشرط أن تتكفل بالتذكرة.غريب ما يطلبونه مني"، يقول زاوي.

في إطار آخر، صوّر محمد زاوي في فيلمه "أنا حالة إنسانية"، يوميات شيخ اتّخذ من منطقة "الدفاع" بباريس - أوّل حي أعمال أوروبي - فضاء يقضي فيه يومه. وأظهر في دقيقتين وعشرين ثانية، عزلة الشيخ وتجاهل مرتادي المنطقة إياه. كما أبرز تقوقعه في عالم موسيقي يحيا بأغاني أم كلثوم وفريد الأطرش. واستطاع محمد زاوي أن يلتقط لحظات من حياة شيخ ينتظر ولا أحد ولا حتى نفسه يعلم ماذا ينتظر، رغم أنّ المخرج لم يحاول فكّ طلاسم هذا الشيخ، الذي رضي بأن يكون بطلا لفيلم صامت ولكنه يحمل معاني كثيرة.

كما سبق لمحمد زاوي أن أخرج عدّة أفلام أشهرها فيلمه الوثائقي حول آخر أيام الأديب الجزائري طاهر وطار، وأخذ به عدة جوائز، وكذا فيلما آخر عن عودة رجل محكوم عليه بالإعدام في فترة الاستعمار إلى سجنه بعد مرور خمسين سنة عن النطق بهذا الحكم. ليؤكد أنّه "مخرج اللحظات غير المتوقّعة".