الملتقى الدولي الأول حول المقاصد الشرعية بوهران

تكوين مرصد علمي لمتابعة الإصدارات والأعمال البحثية

تكوين مرصد علمي لمتابعة الإصدارات والأعمال البحثية
  • القراءات: 2332
خ. نافع خ. نافع

توجت أشغال المؤتمر العالمي الأول حول "تحقيق القول في استقلالية المقاصد"، أمس، في يومه الثاني والختامي، والمنظم من قبل مختبر الدراسات القرآنية والمقاصدية بجامعة وهران 1 بالعديد من التوصيات أهمها طباعة مداخلات الملتقى في عمل واحد والاهتمام بالبعد الكوني في صيغة المقاصد.

أوصى المشاركون بتكوين مرصد علمي يتابع الإصدارات والأعمال البحثية المقاصدية، وترقية الملتقى الدولي إلى ملتقى سنوي في نفس التاريخ من السنة المقبلة تحت عنوان "مقاصد الشريعة الإسلامية"، كذلك تكوين مرصد علمي لمتابعة الإصدارات والأعمال البحثية في مجال المقاصد التي تعنى بالتأليف والترجمة في قضايا المقاصد باللغات الأجنبية وكذلك الموازنة في مجال البحث في المقاصد بين التأثير والتأصيل والتنظير والتقعيد.. أعمال فقه الأولويات والموازنات في تنزيل المقاصد في باب الاجتهاد والفتوى في النوازل، الاهتمام بالندوات المقبلة بمقاصد العقائد، إشراك الطلبة في إعداد الورقات البحثية تحت إشراف الأساتذة، العمل على تحقيق التواصل العلمي بين المؤسسات والمراكز البحثية والجامعات والمختبرات البحثية العاملة في مجال المقاصد، تعميم تدريس مادة المقاصد لسائر الطلبة في المعارف الشرعية بفروعها، إدماج التخصصات الإنسانية وعلم الاجتماع وغيرها، والعلمية كالطب في بعض الجوانب التطبيقية للمقاصد.

وأسفرت هذه الفعالية العلمية عن إبرام اتفاقية للتعاون العلمي والبحثي بين مختبر الدراسات القرآنية والمقاصدية بوهران ومركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بجامعة الأغواط.

وأكد الدكتور أحمد جاب الله رئيس المعهد الأوروبي للعلوم الإسلامية بباريس على أهمية علم المقاصد الشرعية في حل الكثير من القضايا التي تطرح بأوروبا منها جديدة ولها خصوصية لأنها تطرح في سياق بيئة ومجتمعات غير إسلامية وبالتالي لا نجد أحيانا في اجتهادات الفقهاء أجوبة حولها تناسب الواقع الذي نعيشه لذلك نحتاج لأن نبحث فيها بالاستعانة بالمقاصد الشرعية فالأحكام شرعت من أجل مقاصدها والأصل أن يتحقق المقصد الشرعي، مثال على ذلك ما يتعلق بالقرض الربوي للجالية المسلمة، فقد وجدنا أن المصلحة تقتضى أن نستثني الحكم العام في تحريم الربا ونقول إن المسلم الذي لا يستطيع أن يمول بنفسه لشراء مسكنه ولا يجد بنوك إسلامية  يمكنه اللجوء للقرض الربوي استثناء من الحكم العام لأننا وجدنا أن المسلم الذي لا يتملك مسكنه لاسيما عندما يكون محدود الدخل ومحال على التقاعد يكون في حالة من عدم الاستقرار وما دام هذا المقصد هو مقصد شرعي مطلوب يمكننا أن نفتي استثناء بجواز ذلك وكذلك في قضية الطلاق الثلاث وغيرها من الأمثلة التي يعمل فيها المجلس بالأحكام الشرعية.

كما أكد أن أغلب الفتاوى التي ترد للمجلس من قبل الجالية المسلمة في المهجر تتعلق بالأسرة والعلاقة بين الزوجين والأبناء وأخرى تتعلق بالمعاملات المالية والعقود، التأمين والتعاطي مع المجتمع الأوروبي منها المشاركة السياسية للمسلم حيث يثير البعض أن المسلم لا يجوز له المشاركة السياسية في البلاد الأوروبية وهي كلها قضايا تطرح من أجل البحث فيها وتقديم أجوبة لها.

ونشط خلال يومين من أشغال هذا المؤتمر العلمي حول تحقيق القول في استقلالية المقاصد الذي أشرف على تنظيمه مختبر الدراسات القرآنية والمقاصدية بالتنسيق مع كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية بجامعة وهران 1 والنادي العلمي لرواد المقاصد، العديد من المداخلات القيمة والورشات التي أطرها كوكبة من الدكاترة المختصين من داخل الوطن وخارجه على غرار المغرب والسعودية والكويت.