علي موزاوي يؤكد على أهمية التكوين السينمائي

تكفُّل الدولة بالسينما مطلوبٌ

تكفُّل الدولة بالسينما مطلوبٌ
المخرج علي موزاوي
  • القراءات: 530
❊س. زميحي ❊س. زميحي

طالب المخرج علي موزاوي مؤخرا، بتكفّل الدولة بالسينما، بغية ترقية وتطوير الفن السابع؛ ما يسمح، حسبه، بتفادي "البريكولاج" الذي لا يخدم هذا الفن، مشددا، بالمناسبة، على أهمية التكوين في شتى مجالاته لضمان إنتاج سينمائي في المستوى، ومؤكدا أن بدون مدرسة لا يمكن أن تكون استمرارية تسمح بجيل جديد يأخذ مشعل السينما نحو الأمام.

خلال إلقائه محاضرة تحمل عنوان "من أجل أسس السينما الأمازيغية، نموذج فيلم الخيال" أول أمس بقاعة المسرح الصغير بدار الثقافة "مولود معمري"، قال المخرج علي موزاوي إن التكوين قاعدة ومستقبل السينما. كما أوضح المتحدث أن التكوين بدون مدرسة لا يمكن أن يضمن استمرارية في العمل السينمائي ولا حتى نقل المعرفة، موضحا أن هناك ضرورة مستعجلة للتوجّه نحو التكوين؛ على اعتبار أنه أداة نجاح وإنجاز عمل سينمائي في المستوى، علما أن 99 بالمائة من المصورين مثلا، لم يقتربوا من لوحات فنية، و90 بالمائة لا يقرأون أيضا؛ ما يستدعي العودة إلى التكوين كقاعدة، كما أن إهمال هذا الجانب الحيوي سيطيل عمر الرداءة وإنتاج المزيد من الأعمال التي ليست في المستوى.

وأكد المتحدث في حديثه عن السينما الأمريكية واليابانية، أن اللغة ليست وحدها التي تصنع السينما، حيث مثل بالأمازيغية التي رغم ترسيمها ورواجها لا يمكنها وحدها أن تكون المعيار الأول في صناعة السينما الأمازيغية، بل ينبغي التكفل بالتكوين، وهنا نبّه إلى الاستعانة بالخبراء للتكفل بتكوين الشباب، ذاكرا عند كتّاب السيناريو الذين تفوق أعمارهم 60 سنة ولديهم وسائل أكاديمية مهمة في هذا الفن. كما أشار موزاوي إلى أن من غير المسموح التوقف عن الإنتاج السينمائي بحجة نقص الإمكانيات، بل يجب على الدولة التكفل بالسينما لترقيتها وتطويرها، داعيا إلى توقيف "الشوفينية"؛ كونها تعرقل العودة إلى العمل عبر الانفتاح على الثقافات والآخر، موضحا: "إننا لا نتقدم في حال بقائنا في هذا الوضع"، مثمنا الدور الذي يلعبه الأدب في السينما، وعلى التراث الأمازيغي الذي يمكن استغلاله فنيا، ومنبها إلى توفر كفاءات فنية متخصصة تستطيع خوض مجال الاقتباس وكتابة السيناريو.

وتأسّف لعدم وجود اقتباس للأعمال الأدبية إلا نادرا مثلما كانت الحال مع رائعة "الهضبة المنسية". وذكر موزاوي أن الفيلم المعتمد على الخيال يملك الكثير من الإبداع ابتداء من فكرة السيناريو إلى غاية الإنتاج؛ أي الانتقال من النص إلى الصورة مع مراعاة جانب الكتابة البصرية، وهنا أشار إلى أن هناك اقتراحات لتحويل بعض النصوص؛ كالرواية والتاريخ، لكن ما يشوبها هو غياب معالم السيناريو فيها، مشيرا إلى أن فيلم الخيال مثلا، هو فضاء مطلق لحركة الممثل، وللضوء بموقع التصوير، مما يفرض منحى معيّنا للتصميم إلى جانب الشخصيات والإكسسوارات وغيرها، مضيفا أن المختص في الموسيقى التصويرية عليه مشاهدة الفيلم أولا لوضع موسيقى تتماشى مع المشاهد والأجواء. وتحدّث موزاوي عن أخذ بعين الاعتبار، القيم التي تجمع المجتمع، موضحا أنه لا يمكن الحديث عن السينما الأمازيغية أو الجزائرية بدون تناول هذه العناصر، مستدلا بذلك على العلاقات فيما يخص العادات والتقاليد ونمط الحياة وحتى مواجهة الموت، قائلا: "مواجهة الأحداث كالموت ليست بنفس السلوك الذي يعيشه الآخر"، وبالتالي يتم الوقوف عند كل ذلك بأسلوب فني متميز، علما أن هذه الخصوصيات ـ حسبه ـ متعلقة بقيم ثقافية، يتم تثمينها كتراث وطني مشترك قائم على التاريخ والهوية.