بوعلام صنصال يدافع عن روايته "2084...نهاية العالم"

تكسير ممنهج للمحظورات وقلب القيم

تكسير ممنهج للمحظورات وقلب القيم
  • القراءات: 899
مريم. ن مريم. ن

بدا الروائي بوعلام صنصال متمسكا بمواقفه المناهضة للإسلام وللهوية،  وبقي مصرا على المجاهرة بهذا العداء المثير للجدل، على الرغم من تبريراته التي هي في سياقها أقبح من ذنب، فلا شيء بالنسبة إليه يحمل صفة القدسية وهو ما تعزّز أكثر من خلال روايته الأخيرة "2084..نهاية العالم" التي أحدثت لغطا في الأوساط الغربية.. عن هذه الرواية أشار المؤلف في حوار أجراه معه موقع "دوتش فيلي عربية" إلى أنه عبّر من خلالها عن تذمره من المد الإسلامي السياسي وما يتبعه من تطرف، لكنه في نفس الوقت تبرأ من بعض الجهات التي تستغل كتاباته لتحقيق أجنداتها الخاصة.

يتناول صنصال في رواياته مواضيع من زاوية تكسر المحظورات السياسية والتاريخية والدينية، مما جلب له المتاعب -كما يقول-، لكنها في المقابل تلقى نجاحا كبيرا في فرنسا وأوروبا عموما. بالنسبة لرواية "2084..نهاية العالم" وصفها النقاد الفرنسيون برواية العام، فهي تصف نظاما دينيا شموليا سيسيطر على العالم في نهاية القرن الحالي انطلاقا من جمهورية آبيستان وعاصمتها "قدس آباد"، ويقوم على الحرب المقدسة "شار" ومحو كل الأفكار الفردية والمراقبة التامة باسم الإله "يولاه" ورسوله "آبي".

تزامن نشر الرواية قبل سنة مع سلسلة الهجمات الإرهابية في فرنسا وبلجيكا، لذلك لقيت رواجا قويا، وبعد ترجمتها إلى لغات أخرى امتد انتشارها إلى عدة بلدان أخرى.

يرى المؤلف في الإسلام دينا وإيديولوجيا هدفه التوسّع والسيطرة، والجمعيات الإسلامية مثلا ما هي إلا أداة لتطبيق هذا المشروع من خلال بناء المساجد وعبر الاستثمارات الاقتصادية في العالم بأسره، ويرى أيضا أن جهات إسلامية أخرى تعمل على تجاوز هذه المشاريع واستعمال وسائل أخرى كالسلاح والحرب والإرهاب، ويتجرأ المتحدث بالقول بأن الإسلام دخل المنطقة المغاربية بقوة السيف والإرهاب.

من يقابل هذا التوسع، يؤكد صنصال في رده، هو العالم الديموقراطي سواء بالقوة أو بالطرق السلمية، فعندما "لا يستعمل الإسلام العنف لا بأس من استعمال هذه القوى الديموقراطية للرد عليه بالفلسفة والعلمانية من باب حماية حرية المعتقدات.

يرى صنصال أن بعض الأديان مرت بهذه المراحل المتطرفة من تاريخها،  منها المسيحية في العصور الوسطى، لكن اليوم هناك التطرف الإسلامي الظاهر بقوة.

بالنسبة للجزائر، يؤكد صنصال أنها كانت أجمل عندما كانت "ملحدة" بمعنى أنها كانت اشتراكية ولم يكن مكان للإسلام السياسي، ويذكر أنه ترعرع في عائلة ملحدة، لكنه يستطرد بالقول إنه لا مانع من دخول ملحد الإسلام إذا لم يتطرف.

للإشارة، فإنّ الرواية الجديدة لم تحقّق التوقعات ولم تحصد جائزة "غونكور" ولم تختر حتى ضمن القائمة القصيرة، ويبرّر صنصال بأنه كان يعلم مسبقا أنه سيقصى، ذلك بأن هذه الرواية تم استغلالها من قبل اليمين المتطرف في فرنسا، بالتالي دخلت الحسابات السياسية على حساب الجودة الأدبية، ويقول؛ "خمسة من مؤلفاتي العشرة تم استغلالها سياسيا فروايتي الأولى "قسم البرابرة" استغلها المعمرون السابقون كدليل على أن الاستعمار كان نعمة على الجزائر، ورواية "قرية الألماني" استغلتها أوساط داعمة لإسرائيل"، وعلى ذكر إسرائيل وزيارته لها، أشار إلى أنها كانت عادية ولم تجلب له أية مضايقات.

يبقى هذا المؤلف يثير الجدل بمواقفه الشاذة وبشطحاته التي تخرج عن النظام العام المتضمن لمنظومة قيم ولمعتقدات راسخة، وأيضا لإجحافه في حق كل من ناضل وانتهج المقاومة بين الأمس واليوم.