مهرجان السينما الجزائرية بليل الفرنسية

تكريم لمسار الراحل الشيخ الحسناوي

تكريم لمسار الراحل الشيخ الحسناوي
  • القراءات: 454
مريم. ن مريم. ن

تحتضن مدينة ليل الفرنسية من 7 إلى 15 ديسمبر القادم مهرجان السينما الجزائرية في طبعته 14 بتنظيم من جمعية «جنوب شمال تطوّر» بالتنسيق مع الجمعية الثقافية «الهاشمي قروابي»، وسيتم خلال فعالياتها تكريم الفنان الراحل الشيخ الحسناوي تحت شعار «الشيخ الحسناوي من البيت الأبيض إلى المحيط الأزرق».

تحتضن مراسيم الافتتاح بلدية ليل بالشمال الفرنسي وهي مدينة يمثل المهاجرون الجزائريون أكبر نسبة جالية بها، وستخصص فضاءات وقاعات لعرض الأفلام الجزائرية علما أن المهرجان ما فتئ يحقق النجاح من دورة إلى أخرى، مما ولد الثقة في منظميه وبالتالي أصبحت توفر له الوسائل والإمكانيات وعلى رأسها فضاءات العرض.

تظل هذه الفعالية تمثل مناسبة سانحة للقاء والتعبير بين الجزائريين المقيمين بليل، كما أنّها أداة فعالة لمخاطبة الآخر وكذا مدّ جسر متين بين الضفتين وبين الوطن الأم وأبناء الجالية، المحتاجين للإطلاع على الإنتاج السينمائي والثقافي لبلادهم، ولذلك حقق هذا المهرجان رواجا كبيرا وأصبح يستقطب الزوار من شتى مدن الشمال الفرنسي وحتى من بلجيكا.

تشمل التظاهرة إضافة لعروض الأفلام تنظيم العديد من الموائد المستديرة ينشطها مفكرون ورجال ثقافة وإعلام وتكون فيها مساحة للنقاش وتبادل الآراء مع المشاركين ومع الجمهور المتعطش لمثل هذه الفضاءات، كما سيتم تعريف هؤلاء بجديد السينما الجزائرية، وطيلة تلك الأيام ستتجه مدينة ليل نحو الجزائر العامرة بالكنوز والتراث والتاريخ والفن، وعلى ذكر هذا الأخير سيتم تنظيم سهرات بمشاركة نجوم الأغنية الجزائرية من أجيال مختلفة يقدمون شتى الطبوع.

للإشارة، فقد كرمت الطبعات السابقة العديد من الأسماء الفنية الجزائرية التي تركت بصمتها في الساحة منها مثلا بوقرموح والشاب حسني وروني فوتيي وغيرهم كثير، وستكون هذه الطبعة مهداة لروح الفنان الكبير الشيخ الحسناوي رحمه الله والذي يعتبر مدرسة قائمة بذاتها ولا تزال أجيال الشباب تنهل من أعماله.

يغني الشيخ الحسناوي باللغتين الأمازيغية والعربية، ويحظى بشعبية واحترام كبير وسط الفنانين والجماهير بسبب التزام أغانيه وعذوبة كلماته وألحانه، أخذ عنه الكثير من المغنين من أمثال معطوب الوناس وآيت منغلات وكمال مسعودي وغيرهم.

له الكثير من الألبومات بها ست وأربعون أغنية، كلها تتحدث عن الوطن الجزائر، والثورة ضد الاستعمار، والتغني بالهوية القبائلية والتراث القبائلي، وآلام الغربة، ولعل أشهر أغانيه أغنية «نجوم الليل».

يعلم الجميع، أن كل من سار على دربه نجح وتألق.

الشيخ الحسناوي المكنى بالقبائلية سي موح ناعمر، اسمه الحقيقي خلواط محمد ولد في 23 جويلية 1910، بقرية تاغزيبت منطقة إيحسناون بتيزي وزو، من أب قبائلي وأم عاصمية، خلق لديه ذلك التنوع الغنائي المتراوح بين الأمازيغية والعربية، مر في مساره خلاله طفولته على المدرسة القرآنية، مكنته أكثر من التحكم في اللغة، داوم في شبابه على حضور حفلات الشيخ العنقى والناظور ليصبح لاحقا أحد مشايخ هذا الطابع، سافر إلى فرنسا بغية تسجيل أغانيه ليسطع اسمه هناك بالمقاهي البارسية ذات الإقبال الكبير للجالية الجزائرية، هناك ألقي عليه القبض ونفي نحو ألمانيا.

وبعد أن اختفى في جزيرة لاريينيو استطاع الباحث الموسيقي مهني محفوفي بعد عشرين سنة من العثور عليه، معطيا بذلك الفرصة لتلقيه زيارتان من طرف الفنانين عبدلي وبهيجة رحال، و تنطفئ شمعته سنة 2002 عن عمر يناهز 92 سنة.

للإشارة فإن فإن جمعية جنوب شمال تطور تعمل على التبادل الثقافي بين فرنسا والدول المغاربية .