مهرجان السينما والهجرة بأغادير في المغرب

تكريم كبير للمخرج الجزائري الراحل موسى حداد

تكريم كبير للمخرج الجزائري الراحل موسى حداد
المخرج الجزائري الراحل موسى حداد
  • القراءات: 1356
دليلة مالك دليلة مالك

كرّم المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأغادير في المغرب، المخرج الجزائري الراحل موسى حداد، (1937-2019)، مقابل مساره السينمائي الحافل، وتسلّم المخرج الفرانكو جزائري رشيد بوشارب هذا التكريم أوّل أمس، خلال حفل افتتاح الدورة الـ16 لهذا المحفل السينمائي الذي يعنى بأفلام وقضايا الهجرة.

تتواصل أطوار المهرجان إلى غاية 14 ديسمبر الجاري، وحسب ما اطلعت عليه المساء فإن التظاهرة وإلى جانب التكريم الموجه لأحد أهم المخرجين الجزائريين، يشارك الفيلم القصير ما نجيش للمخرج مصطفى بن غرنوط (انتاج 2018، 1 دقيقة)، ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان في قسم الفيلم الروائي القصير. وكان مهرجان الجزائر الدولي السينمائي في نوفمبر المنصرم، كرم المخرج الفقيد موسى حداد، وتكريم مهرجان أغادير هو الثاني، بعد رحيله في سبتمبر الماضي، عن عمر ناهز 81 سنة بعد مسار طويل في عالم السينما جعل منه أحد أبرز الأسماء السينمائية في الجزائر.

وترك المخرج الكثير من الاعمال شاهدة على ذكائه السينمائي ورؤيته المختلفة للعالم، وارتباطه الوثيق بلغة الصورة التي بدأ يتعامل بها قبل استقلال الجزائر، وعرف الراحل بمساهمته في الحياة السينمائية الجزائرية منذ الاستقلال من خلال مشاركته كمخرج مساعد في فيلم معركة الجزائر (1967) إلى جانب المخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو.

وهو الفيلم الذي يعد بمثابة شهادة ميلاد لمخرج له قراءته للمجتمع الجزائري وارتباطه الوثيق بقضاياه، وحتى وإن كان طرح حداد رمزيا ومفتوحا على التأويل، إلا أنه كان يحظى بالتفاف الجمهور في كل مرة ويحقق المتعة المنشودة، ويعتبر فيلم عطلة المفتش الطاهر (1972) أحد أبرز الأفلام في تاريخ السينما الجزائرية وفي فيلموغرافيا موسى حداد، فقد حقق صدى واسعا في قاعات السينما مطلع السبعينات وأصبح عملا مرجعيا.

وبالعودة إلى المهرجان، فإنه قد احتفى في دورته الـ16 بالسينما البلجيكية، حيث سيستقبل المهرجان وفدا من الفاعلين في عدد من المهن السينمائية ببلجيكا، وحسب بلاغ لجمعية المبادرة الثقافية، التي تنظم هذه التظاهرة الثقافية والفنية الدولية بمعية مجموعة من الشركاء والداعمين، فإن دورة هذه السنة ستشهد أيضا عرض عدة أفلام تعرف بدينامية الإنتاج السينمائي الوطني المغربي، فضلا عن بث افلام أخرى تنتسب لأزيد من 20 دولة، وتتناول تيمة الهجرة من مقاربات مختلفة، ضمنها أفلام ستشارك في المسابقتين الرسميتين للفيلم الطويل والقصير. وضمن فقرة بانوراما ستتاح لجمهور المهرجان فرصة مشاهدة بعض آخر الإنتاجات السينمائية المغربية متمثلة في ستة أفلام أنتجت مؤخرا، ويتم بثها في مختلف القاعات السينمائية بالمغرب، من ضمنها شريط كامبوديا للمخرج طه محمد بن سليمان، والذي سيتم عرضه لفائدة المكفوفين بطريقة الوصف السمعي، وهي تقنية يتم اعتمادها لأول مرة في مهرجان السينما والهجرة بأكادير.

وعلى غرار الدورات السابقة تقترح البرمجة العامة للمهرجان ماستر كلاس ينشطه المخرج الفرانكو جزائري رشيد بوشارب، حيث يتقاسم بهذه المناسبة مع المستفيدين من اللقاء تفاصيل تجربة أربعة عقود من الاشتغال في مجال الفن السابع.

ويقدم المهرجان، كما جرت العادة في الدورات السابقة، فرصة للشباب والمهتمين بالصناعة السينمائية للاستفادة من ورشات وتكوينات يؤطرها مختصون من داخل المغرب وخارجه، حيث تتنوع مواضيع هذه الورشات بين تأطير الممثل، والتي سينشطها دانييل سويسا، و«وأداء الممثل من الركح إلى استوديوهات السينما من تأطير الممثلة التونسية فاطمة بن سعيدان، و«مهنة التمثيل بالمغرب التي سينشطها الممثل مالك أخميس، ثم إخراج فيلم بدون إمكانيات، حيث ستشرف على هذه الورشة المخرجة مليكة الزاييري.

كما تقترح الدورة الـ16 للمهرجان الدولي للسينما والهجرة بأغادير، لقاءات أخرى حول السينما من قبيل الفن السابع وعلاقته بالأشكال الفنية الأخرى، من تنشيط المخرج كمال كمال. و«الصناعة السينمائية بالمغرب من تنشيط الممثل والمخرج عبدو المسناوي.

أما بخصوص الندوات المقررة في إطار هذه التظاهرة الفنية الدولية، فقد تمت برمجة طاولة مستديرة حول موضوع هجرات جنوب ـ جنوب، وأخرى حول موضوع الحق في الولوجيات بين الخطاب والواقع، وسينشط هذه الموائد المستديرة ثلة من المختصين والفنانين.