معرض الكاريكاتير السوري

تكريم الشاعر محمد الماغوط

تكريم الشاعر محمد الماغوط
  • القراءات: 797

تقدم الدورة السادسة عشرة من المعرض الدولي السوري لفن الكاريكاتير، أكثر من مئة لوحة فنية كان معظمها باللونين الأسود والأبيض، لفنانين من واحد وسبعين جنسية.

الاحتكاك الحضاري بين أوروبا والعالم العربي: وصل فن الكاريكاتير إلى سوريا في بدايات القرن الماضي، مع وجود العديد من المجلات التي اعتمدت عليه في تكريس أفكار صحافية، فكان يقدم فيها على التوازي مع مقالات صحافية، فظهر في مجلات منها؛ "حط بالخرج والراوي واسمع وسطح وجحا"، وهي مجلات صدرت بين عامي 1909 و1910. وكثيرا ما عانت هذه المجلات من عقبات المنع من النشر أو الإغلاق، نتيجة العراقيل الكثيرة التي كانت تفرضها السلطات العثمانية المحتلة في حينه. مع مرور الوقت، صارت لفن الكاريكاتير في سوريا مكانة مهمة، مع وجود الحكم الوطني بعد الاستقلال عام 1946. فحظي حينها فن الكاريكاتير بالكثير من الاهتمام الرسمي والشعبي، وصدرت العديد من المجلات والصحف المختصة به، منها؛ السهم والخازوق والعفريت والكرباج. وكذلك المجلة الأهم "المضحك المبكي" التي كانت لها شهرة كبيرة.

في ملمح جديد وعصري، يدخل فن الكاريكاتير في سوريا عام 2005 مرحلة جديدة، عندما أوجد الفنان رائد خليل تجربة إقامة المعرض الدولي السوري لفن الكاريكاتير في دورته الأولى، والذي كان من أهدافه التوجه نحو آفاق عالمية في فن الكاريكاتير، وهو المعرض الذي يتسم بوجود مسابقة دولية تضم العشرات من الجنسيات، وعددا كبيرا من الفنانين، بلغ في هذه الدورة الخمسمائة، وصار المعرض والمسابقة التي يتضمنها إحدى الفعاليات الدولية الهامة على مستوى العالم.

أهديت هذه الدورة للكاتب والشاعر السوري الشهير محمد الماغوط، الذي عرف بتقديم الأدب الساخر المعروف بنقده السياسي والاجتماعي بأسلوب لاذع في نصوصه، حيث كتب مسرحيات كوميدية قدمها الفنان دريد لحام، مثل مسرحية "ضيعة تشرين أولا"، وبعد أعوام المسرحية الشهيرة "غربة"، ثم "كاسك يا وطن"، وفي ما بينها مسلسلات تلفزيونية منها "وادي المسك" و«وين الغلط"، كما قدم الماغوط مسرحية "خارج السرب" التي كانت من إخراج وبطولة الفنان جهاد سعد.

قدمت في المعرض مئة لوحة فنية كان معظمها باللونين الأسود والأبيض، والبعض الآخر ملونا، ظهرت فيها مجموعة بورتريهات للكاتب الكبير محمد الماغوط، الذي رسمه الفنانون بأشكال مختلفة تراوحت بين استخدام اللونين الأسود والأبيض حينا، والألوان حينا آخر، وصل البعض منها إلى مقاربة شكل الملصق الإعلاني، كما ظهرت في المعرض بشكل واضح، لوحات تبين حالة القناع الذي يخفي بعض الناس وراءه عواطفهم الحقيقية ومشاعرهم التي يخفونها عن المحيط، وهو الموضوع الذي اعتمده المعرض موضوعا له في دورته الأحدث، فظهرت لوحات حاكت الفكرة وقدمتها بأشكال اجتماعية وسياسية محلية ودولية، فحضرت شخصيات عالمية منها؛ هتلر وترامب و«المستر بن".