فرقة "أم كلثوم" تمتع الجمهور الجزائري
تكريم "الست" في ذكرى رحيلها الخمسين

- 146

أمتعت فرقة "أم كلثوم" للموسيقى العربية، التابعة لدار الأوبرا المصرية، سهرة أول أمس، الجمهور الجزائري الذي ملأ القاعة الكبرى للمسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، سهرة أول أمس الخميس، بأدائها البديع، قادته صاحبة الصوت الجميل رحاب مطاوع، نحو زمن الفن الأصيل، وغنت بعضا من مختارات رصيد كوكب الشرق الخالدة بفنها أم كلثوم.
تفاعل الحاضرون في هذا الحفل الاستثنائي، منذ أول كلمة غنتها الفنانة رحاب مطاوع، التي كانت "يا حبيبي"، مطلع أغنية واحدة من أشهر أغاني "الست"، وهي "ألف ليلة وليلة"، ويؤكد نوع الجمهور أن أغاني أم كلثوم ليست فقط عابرة للأزمان، بل عابرة أيضا للأجيال، أمام تواجد فئات من الشباب الذين كانوا ضمن "الكورال غير الرسمي" للحفل، بترديد الأغاني مع الفرقة.
"يا حبيبي.." وجمهور بأكمله يردد
ما إن صدحت الكلمة الأولى من رائعة "ألف ليلة وليلة"، حتى انساب الزمن في القاعة الكبيرة، وتحول الحاضرون إلى كورال ضخم، يرددون مع الفرقة أشهر أغاني أم كلثوم عن ظهر قلب. في مشهد لافت، لم يكن الحاضرون ممن عاصروا زمن أم كلثوم فقط، بل كان بين المقاعد، شباب يعرف تفاصيل الأغاني، ويلقنها لرفيقه الجالس بجانبه، كما لو كانوا في درس محبة فنية.
هذا التفاعل يؤكد أن صوت أم كلثوم ليس ملك جيل مضى، بل هو تراث حي، يعبر الأزمان والأذواق، ويُعيد تشكيل العلاقة بين الجمهور وفن الطرب، حتى في زمن الموسيقى السريعة والرقمية.
باقة من الروائع.. وخاتمة "الأطلال"
اختيار البرنامج الغنائي جاء متوازنا، ومدروسًا بعناية ليتناسب مع الذائقة الجزائرية، فغنت مطاوع أمام فرقتها بقيادة موسيقية محترفة روائع مثل؛ "فكروني"، "إنت عمري"، "غنيلي شوي شوية"، "وقف الخلق"، لتختم بـ"الأطلال" التي وقفت لها القاعة مصفقة طويلاً.
صوتها لم يزر الجزائر.. لكن الجزائر احتضنته
حضر زهير بللو، وزير الثقافة والفنون، الحفل، وكانت له كلمة عن الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم، إذ قال عنها "لم تكن صوتا فنيا فحسب، بل كانت وجدان أمة وصدى عصر".
وأكد وزير الثقافة والفنون أن سيدة الغناء العربي أم كلثوم، "كانت ولا تزال جزءا من الذاكرة العربية الجماعية، إذ لم يكن صوتها مجرد أداء، بل كان رسالة وقوة ناعمة دعمت القضايا القومية في أحلك الظروف، وفي مقدمتها القضية الجزائرية التي وقفت إلى جانبها بكل صدق، فنا وموقفا"، مذكرا بأغاني لها من قبيل "ثوار أحرار حنكمل المشوار" و"الجزائر أرض الأحرار" أدتها "تأييدا للثورة التحريرية المباركة".
من جهته، أكد مختار وريده، سفير مصر بالجزائر، أن "أم كلثوم ظاهرة استثنائية في التاريخ الفني والثقافي والغناء العربي، وهذا راجع لشخصيتها الفريدة وتأثيرها الاجتماعي والثقافي والسياسي"، وأشار إلى أن الراحلة أم كلثوم "حباها الله بصوت هو صوت للهوية العربية، حيث تضامنت مع نضال وكفاح الشعب الجزائري من أجل الحرية والاستقلال"، مؤكدا في سياق كلامه، على "عمق الأواصر الثقافية والفنية بين مصر والجزائر".