أشغال مشروع المحافظة على التنوع البيولوجي بالحظائر الثقافية

تقييم أوليّ لما تحقق عبر مواقع الجنوب الكبير

تقييم أوليّ لما تحقق عبر مواقع الجنوب الكبير
  • القراءات: 2198
مريم .ن مريم .ن

نظمت وزارتا الثقافة والبيئة والطاقات المتجددة، أمس بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، يوما إعلاميا حول نتائج تجسيد المرحلة النصفية لمشروع "المحافظة على التنوع البيولوجي ذي الأهمية العالمية، والاستعمال المستدام لخدمات الأنظمة البيئية في الحظائر الثقافية بالجزائر"، تحت شعار "عدم الفصل بين الطبيعة والثقافة.. في خدمة حماية التراث وتنمية الأقاليم".

جرى الاجتماع بحضور الشركاء الجزائريين والأجانب لتثمين نتائج المشروع المتعلق بالمحافظة على التنوع البيولوجي والاستغلال المستدام لخدمات الأنظمة البيئية بالحظائر الثقافية، وهو مشروع نموذجي يرمي إلى حماية التراث الطبيعي والثقافي، طبقا لمبادئ وأهداف الاتفاقية الأممية حول التنوع البيولوجي، والتي تتماشى وتوجهات السياسات العمومية المنبثقة عن برنامج رئيس الجمهورية في مجال حماية التراث الطبيعي والثقافي، والتي تتوافق مع التوجهات العالمية في هذا المجال.

وتبذل الجزائر عبر مختلف قطاعاتها جهودا كبيرة للحفاظ على التنوع البيولوجي، على غرار وزارة الثقافة التي أنشأت شبكة وطنية من الحظائر الثقافية، كأدوات للمحافظة على التراث البيئي الثقافي من منظور جديد للحماية، وهو عدم الفصل بين الطبيعة والثقافة. وتشكل هذه الحظائر 44 بالمائة من مساحة الجزائر. ونظرا لشساعتها واكتنازها على ثروات بيئية ثقافية ذات أهمية بالغة أضحت المحافظة عليها ضرورة وطنية ذات بعد عالمي، وبالتالي تم اقتراح مشروع شراكة دولية للتمويل من طرف صندوق البيئة العالمي لتدعيم تسيير شبكة الحظائر الثقافية بطريقة فعالة، تضمن المحافظة على التنوع البيولوجي.

وأشار السيد صالح أمقران المدير الوطني للمشروع في كلمته الترحيبية، إلى أن البرنامج شراكة بين الجزائر وصندوق البيئة العالمي، فيما أشار ممثل وزير الخارجية إلى أهمية السياحة البيئية، مذكرا بجهود وزارته خاصة في ما يتعلق بالإجراءات التقييمية.

أما وزير الثقافة عز الدين ميهوبي فتناول في كلمته، التعاون المثمر بين الجزائر والأمم المتحدة في إطار تنفيذ برنامج الشراكة بين وزارة الثقافة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمويل من الجزائر ومن صندوق البيئة العالمي، مشيرا إلى أن الجزائر تكتنز الكثير عبر مناطقها المحمية، لاسيما بالجنوب.

وأكد الوزير أن التقييم المرحلي (النصفي) سمح للمشروع بالوقوف على المنجزات التي عرفها منذ انطلاقه، خاصة فيما تعلق بإرساء أنظمة تسيير ومتابعة التنوع البيولوجي وإشراك المواطنين وكل المتدخلين على مستوى الحظائر الثقافية، مع وقوف الخبراء على النقائص المسجلة لتداركها عبر مخطط تسيير المشروع للمرحلة المتبقية إلى غاية 2020.

وأكدت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة السيدة فاطمة الزهراء زرواطي، على حماية هذا الرأسمال البيولوجي الذي لا يقدَّر بثمن وأساس التنمية الاجتماعية والثقافية، علما أن هذا المجال يمثل حوالي 30 بالمائة من المنتوج الداخلي العام، ويتضمن 16 ألف صنف نباتي و4900 نوع حيواني، متوقفة عند الاتفاقيات الدولية التي أمضتها الجزائر.

أما السيد إريك أوفرفاست الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالجزائر، فثمّن الشراكة، ونوّه بالمساهمة النوعية لوزارة الثقافة.

ووُقّعت وثيقة مشروع المحافظة على التنوع البيولوجي ذي الأهمية العالمية والاستعمال المستدام لخدمات الأنظمة البيئية في الحظائر الثقافية بالجزائر، سنة 2012 بين وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الثقافة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويهدف المشروع إلى تعزيز تسيير المنظومة الوطنية للحظائر بطريقة علمية ومستدامة لإرساء مناهج وأدوات بيولوجية ـ إقليمية مشتركة بين مختلف القطاعات، بطريقة تتكيف مع مساحة وتعقيدات تسيير أقاليم الحظائر الثقافية. كما يصبو إلى وضع نظام تسيير ومتابعة وتنمية أنماط جديدة تستند على التنسيق بين القطاعات، وإشراك السكان في المحافظة على هذا التنوع البيولوجي.

وأكد الخبراء أن المشروع يعمل بطريقة تنسيقية ومشتركة خلال نشاطاته وتدخلاته في المواقع ذات الأولوية. ويتم وضع كل البيانات المتعلقة بمتابعة التنوع البيولوجي والتنمية البيئية، في قاعدة بيانات من النظام الإعلامي الجغرافي الخاص بالشبكة الوطنية للحظائر الثقافية.

مخطط استراتيجي لتهيئة الحظائر الثقافية

يعمل هذا المشروع على تعبئة الخبراء، ومن ثم وضع المخطط الاستراتيجي التوجيهي للحظائر الثقافية والمخطط العام لتهيئة أقاليمها، ومن ذلك مخططات للمحافظة على حظائر توات والأطلس الصحراوي وتندوف، ومخطط المحافظة على الفهد الصحراوي بحظيرتي الأهقار والتاسيلي. وكان اللقاء تقاسما لنتائج المرحلة النصفية للمشروع، وتثمين هذه التجربة الفريدة من نوعها بالتأكيد على مواصلة النشاطات والبرامج المبادر بها في الحظائر وآلية نظام البرمجة والمتابعة التي تم وضعها في إطار المشروع؛ بضمان الاستمرارية للموظفين المكونين في هذا المشروع. الهدف من لقاء أمس كان إعطاء رؤية عن نتائج وتجسيدات المشروع على الصعيد الوطني، وضمان ديمومة الطاقم العامل على تسيير منظومة الحظائر الثقافية، وإبراز نجاح نهج العمل المشترك، وتقديم المشروع كآلية تضمن حماية وتثمين الثروات البيئية والثقافية، فضلا عن دعم الاستثمار والتنمية المحلية، وتوسيع نطاق التوعية والتحسيس، وإدراج هذه الحظائر في ديناميكية تهيئة الإقليم من خلال التوفيق بين أهداف مخططات تهيئة الحظائر الثقافية وتوجهات المخطط الوطني لتهيئة الإقليم.

للإشارة، تم خلال هذا اليوم الإعلامي عرض فيلم وثائقي عن تجسيد نشاطات المشروع من إعداد فريق الاتصال للمشروع، ثم قام المشاركون بزيارة معرض للصور والوثائق والخرائط، يفصل في إنجازات هذا المشروع على عرض الميدان، خاصة بحظائر الجنوب الكبير.