كتابة جميلة بولخلوخ وترجمة حميد بيلاك

تقديم قصة ”كويكب القمر الأزرق” بالعربية والأمازيغية

تقديم قصة ”كويكب القمر الأزرق” بالعربية والأمازيغية
جميلة بولخلوخ
  • القراءات: 1629
❊ لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

جميلٌ تحبيذ القراءة للطفل، والأجمل مصاحبة هذا الفعل الحميد بالحفاظ على التراث، وهو ما نراه في قصة (كويكب القمر الأزرق) للكاتبة جميلة بولخلوخ التي صدرت عن دار (أطفالنا للنشر)، التي تُرجمت من طرف المترجم والكاتب حميد بيلاك إلى اللغة الأمازيغية، تم تقديمها بفضاء (أربعاء الكلمة) الذي تنشطه الشاعرة فوزية لارادي.

جميلة بولخلوخأخيرا عرفت قصتي النور

وبهذه المناسبة، قصت القاصة الشابة جميلة بولخلوخ لـ «المساء»، ظروف كتابتها لأول قصة تُنشر لها، فقالت إنها كتبت (كويكب القمر الأزرق) في المتوسط بتشجيع من أستاذ اللغة العربية بن هباج محند أرزقي، الذي تعلمت منه حب المطالعة والأدب، إلا أنها لم تستطع نشر قصتها هذه ولا قصصها الأخرى بفعل صغر سنها، فكانت كلما تتصل بدار نشر تطلب منها هذه الأخيرة، التريث ريثما تكبر وتنشر أعمالها، مما سبّب لها ألما كبيرا.

ولم تيأس جميلة، وجربت نشر قصتها (كويكب القمر الأزرق)، بعد أن نقّحتها أستاذة أخرى اسمها بوسباطة، فكان الرد إيجابيا من طرف دار (أطفالنا للنشر والتوزيع) لصاحبها فراس الجهماني، أتبعتها ترجمة إلى اللغة الأمازيغية بقلم حميد بيلاك.

أما عن حيثيات القصة فأشارت جميلة إلى أن مولودها الذي عرف النور، هو عبارة عن قصة خيالية وثقافية وعلمية ومسلية في آن واحد، تقع في 16 صفحة، قدمت فيها صاحبتها جهدا كبيرا لتضع بصمتها الإبداعية، فهي، كما قالت، ليست قصة شعبية معروفة، بل إنها جديدة ومن إبداعها الخاص. وأضافت جميلة أن قصتها هذه تحكي عن عدم قدرة كوكب الأرض على حمل البشرية أكثر مما فعل ذلك في السابق بسبب كبر سنه والأمراض التي أصابته من شدة تأثره بالأفعال السلبية لسكانها، فيقرر ترحيل قاطنيه، ولكن إلى أين؟ وهنا تتحرك الكواكب المجاورة لخدمة الأرض، فيقدم كوكب الزهرة الخضر والفواكه، أما كوكب المريخ فيقدم المواد التي تساهم في بناء سكناتهم ، في حين تقترح  الشمس حملهم عبر مركبة إلى القمر الذي قرر احتضانهم، وهكذا ينتقل الناس إلى الكويكب الأزرق ويتنصلون من شرورهم، ويتحولون إلى أخيار تملأ قلوبهم الطيبة والحب.

في إطار آخر، كشفت المتحدثة عن تنظيمها مسابقة رفقة دار (أطفالنا للنشر والتوزيع) تخص فئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من عشر إلى خمسة عشرة سنة، في كتابة قصة لا تتجاوز سبعة أسطر حول موضوع حر، وباللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية. وسيتم اختيار خمس قصص إضافة إلى قصة لجميلة ووضعها في مجموعة قصصية.

حميد بيلاكالترجمة إلى تمازيغت خطوة لحماية تراثنا

أكد الكاتب والمترجم حميد يبلاك لـ «المساء»، ضرورة أن يحب المترجم العمل المطالب بترجمته وإلا فلا يمكن أن يقدم عملا نوعيا، مضيفا أنه يهتم بالترجمة إلى اللغة الأمازيغية؛ بغية الحفاظ على تراثنا، خاصة بالنسبة للأدب المتعلق بالطفل. وأشار حميد إلى العديد من الأعمال التي ترجمها، والأخرى التي ساهم في كتابتها، والبداية بقصة الأطفال (حرب النحل) التي ترجمها إلى الأمازيغية عن نص بخاي فاطمة ونشر (ألفا). وقدّم عملا آخر (ماسيل والأرقام) عن نفس الدار حول كتابة الأرقام بتمازيغت، إضافة إلى عمل للصغار والكبار بعنوان (يناير) كتبه حميد رفقة حاج هني كلثوم باللغتين العربية والأمازيغية بإشراف متحف الفنون للمدية ومديرية الثقافة لعين الدفلى، تم فيه الإشارة إلى تاريخ يناير والعديد من المعلومات حول التراث الأمازيغي.

وبالمقابل، تعاون حميد وفراس الجهماني، فكانت النتيجة ترجمته قصة (كويكب القمر الأزرق). كما لم تقتصر كتابات وترجمة حميد على عالم الأطفال، فذكر ترجمته إلى نص بلعيد بوكمش إلى اللغة الأمازيغية.

وإجابة منه على سؤال «المساء» حول لغة تمازيغت التي يترجم بها هذه الأعمال واستعماله الحرف اللاتيني من غير الحرف العربي، قال إنه يعتمد على تمازيغت التي أسس قواعدها الباحث مولود معمري، والتي تضم التنوعات الموجودة في هذه اللغة. أما عن الحرف اللاتيني فقال إنه يعتمد عليه لأنه الحرف المتفق عليه بالنسبة للباحثين واللسانيين المهتمين بتمازيغت، مضيفا أن هذه الترجمة يمكن أن يفهمها الجميع لأنه متفق عليها، ليطالب من يناصر استعمال الحرف العربي في كتابة تمازيغت، بتقديم دراسات عن هذا الموضوع والوصول إلى قواعد متفق عليها في هذا الشأن.