طباعة هذه الصفحة

المطربة فلة عبابسة لـ "المساء":

تعرضت للظلم والخيانة ممن فتحت لهم بابي وقلبي

تعرضت للظلم والخيانة ممن فتحت لهم بابي وقلبي
  • القراءات: 4920
حاورها: زبير. ز حاورها: زبير. ز

صنع اسمها جدلا في الوسط الفني الجزائري والعربي، ولطالما صنعت الصفحات الأولى للصحافة العربية، بتصريحاتها الجريئة أو بمواقفها أو حتى تصرفاتها التي كان يعاب عليها فيها الجرأة الزائدة، صوتها يعد من بين أجمل الأصوات على الصعيد العربي، لكن مسيرتها لم تتوج بالنجاح الكبير، بالنظر إلى إمكانياتها الفنية، فكانت تظهر سنوات وتختفي أخرى، ربطت جسورا فنية بين الجزائر والمشرق العربي، خاصة لبنان، عاشت لبعض الوقت في مصر، لكن العلاقة ساءت مع المصريين لتخرج من أرض الكنانة تحت هجوم إعلامي شرس أساء لشخصها، صرخت وأذرفت الدموع وهي تشتكي من التهميش، تعتبر نفسها ضحية كرمها الزائد وتقول بأنها تعرضت مرارا للخيانة في حياتها من أشخاص فتحت لهم باب بيتها. هي الفنانة فلة عبابسة التي فتحت لنا قلبها على هامش مشاركتها في حفل تكريم الموسيقار نوبلي فاضل ضمن فعاليات مهرجان الفيلم العربي المتوج الذي احتضنته قسنطينة مؤخرا، وتحدثت عن جديدها وعن الواقع العربي، فكانت هذه الدردشة القصيرة معها. 

❊ ماذا عن مشاركتك في هذه التظاهرة؟

— أولا، تحية إلى كل قراء جريدة "المساء"، أقول إن قسنطينة تستحق أن تكون عاصمة الثقافة العربية، هي فرصة سانحة لنا كفنانين من أجل أن نلتقي بجمهورنا عن قرب، ويكون لقاء أيضا بين الفنانين والشاغلين في الوسط الفني، على غرار هشام حاج، سفوح شغالة، إحسان مندر، طوني كرم وبودي نعوم، شيء جميل أن يتوج مهرجان الفيلم المتوج بتكريم أحد عمالقة الفن والموسيقى في الجزائر، وهو نوبلي فاضل الذي اشتغلت معه في بداية مشواري من خلال "الهوى يا خويا"، كما أعدت له أغنية "أضمو في أحضاني"، ولا يفوتني في هذا المقام أن أشكر معالي وزير الثقافة، السيد عز الدين ميهوبي، الإنسان الشاعر والفنان، كما كان هذا المهرجان فرصة لنبذ الخلافات والتقارب والتسامح بيني وبين مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، السيد لخضر بن تركي.

❊ المتابع للساحة الفنية وحتى الجمهور العريض يتساءل؛ أين هي فلة؟

— حقيقة غبت لبعض الوقت وابتعدت عن الأضواء، لكنني كنت هنا في الجزائر وبالتحديد معتكفة في المنزل، فقد أصبحت مثل السلحفاة أحبذ الهدوء والركون إلى الراحة بعيدا عن النشاط والحركة، واليوم سنحت لي فرصة الخروج مجددا ولقاء أحبابي وسأعلن عن انطلاق نشاطي مجددا.

❊ هل شعرت يوما ما في حياتك بالتهميش؟

— طبعا ومن وقت طويل، وجدت نفسي أصرخ وحدي، سنة تليها سنة، وعقد يخلفه عقد ولا حياة لمن تنادي، عانينا من سياسة الكيل بمكيالين، هناك بعض المسؤولين الذين يتلذذون بمعاناة الفنان، وفي هذا المجال لا أعمم، هناك طبعا من هم في المستوى ويستحقون التقدير والاحترام، وعليه يجب أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب.

❊ وهل تظنين أن العملية كانت مقصودة؟

— شيء مؤكد، أقولها صراحة، لقد كنت ضحية لبعض الأشخاص الذين فتحت لهم أبواب بيتي وتركتهم يجيبون على هاتفي الشخصي، كان المقابل أن ردوا جميلي بالإساءة وحاولوا مرارا تحطيمي، فشيء مؤلم أن يؤذيك أقرب الأشخاص إليك، وأظن أن المصائب لم تكن تأتي إلا من الذين وثقت فيهم ولا أستطيع أن أصفهم إلا بالفئران. لقد تعرضت في حياتي للعديد من الخيانات، هناك أشخاص أكلوا ملحي واستفادوا من كرمي، لكن في المقابل كانت تصرفاتهم من وراء ظهري، تسيء إلى شخصي وحاولوا مرارا توريطي مع كبار المسؤولين من أجل التسلق إلى مراكز ومراتب عليا على ظهري.

❊ ولماذا لم تحفظي الدرس؟

— هي ربما طبيعة الإنسان، وأنا بطبعي إنسانة كريمة واجتماعية ولا أستطيع بعد هذا العمر أن أغير من طباعي التي نشأت عليها، فقد تربيت على الكرم والله كريم، ولا أستطيع غلق الأبواب في وجه الأشخاص، كما لا أستطيع الاطلاع على خبايا القلوب وأصحاب النيات السيئة الذين يخفون أوجههم بأقنعة الحب والود ولكن يضمرون داخلهم الكره والحسد.

❊ ما هو الشيء الذي ندمت عليه فلة في حياتها الفنية أو الشخصية؟

— الشيء الذي ندمت عليه هو أنني قدمت أعمالا فنية كثيرة خارج الوطن، وكان بالأحرى أن يستفيد بلدي من هذه الأعمال قبل أي بلد آخر، أتمنى أن يرجع كل فنان إلى حضن بلده ليقدم أحسن ما عنده، فبعد الله يوجد الوطن، أما من ناحية العلاقات وما تعرضت له من ظلم، فأعتبره شيئا مقدرا، وكما نقول عندنا في الجزائر "مكتوب"، المهم نطلب من الله أن يمنحنا موفور الصحة فقط.

❊ هل ظلمت فلة الآخرين؟

— على حد علمي، لم أظلم أي شخص والله يعلم ذلك، ورغم أنني ظلمت، إلا أنني لم أرجع الظلم بظلم، أنا أشبه نفسي بالفريسة التي تعرضت كثيرا للنهش، ورغم هذا أبقى متمسكة بحبل الله والحياة تستمر ولم يبق من الحياة بقدر ما فات.

❊ إذن أنتِ متفائلة؟

— أنا متفائلة دائما وسأبقى متفائلة في حياتي، لأنني من برج الثور ومن مميزاته أنه لا يستسلم بسهولة، ونطلب أن يوفقنا ويمدنا بالقوة التي نستطيع بها مواجهة كل الإساءات وكل الدسائس والمكائد.    

❊ بالعودة إلى المجال الفني، ما هو جديد فلة؟

— هناك ألبوم جديد أنا بصدد العمل عليه، يضم أفضل الأغاني التي قدمتها طيلة مشواري الفني في شكل "باست أوف"، بدءا من أغنية "نتحدث معاك يا قلبي"، كما أحضر لألبوم كامل في طابع المالوف الذي تشتهر به ولاية قسنطينة على الخصوص، وبعض ولايات الشرق الجزائري بشكل عام، وأحضر لألبوم في المدائح الدينية، إضافة إلى أغنية "سينغل" ستنزل إلى الأسواق وجلسة عراقية، وأغنية بعنوان "أحنا العرب".

❊ هل تعطينا تفصيلا أكثر عن هذه الأغنية الأخيرة؟

— بالطبع، هي أوبيرات بصوتي وصوت الفنان اللبناني هشام الحاج، قام بتلحينها وسام الأمير، انتهينا من التصوير ومن الفترض أن تخرج إلى الأسواق قريبا، هي أغنية تدعو إلى السلام والوحدة في هذا الوضع المتدهور الذي تعيشه الأمة العربية، كلماتها تقول؛ "أحنا العرب خلونا نعيد النظر... بعد اللي صار من الماضي نأخذ عبر... نمشي بقرار...".

❊ إذن هذه الأغنية جاءت لتجسد الواقع العربي المر المعيش وما عرفته الدول العربي بما يسمى بـ"الربيع العربي"!؟

— صحيح، هي أغنية كما قلت؛ تدعو إلى الوعي، أنا ضد تسمية "الربيع العربي" التي تعتبر موضة تافهة، بل أرى أنه من الفترض أن نطلق على هذه الأحداث اسم "الخريف العربي" أو "الزلزال العربي"، وأدعو الله أن تزول هذه الغمة عن الأقطاب العربية شاملة ومن مطلق أنني فنانة وسفيرة نوايا حسنة لدى الأمم المتحدة، أسجل بأسف ما يقع في العديد من البلدان العربية، عندما كنت في بيروت، شاهدت مناظر تدمي القلوب لأطفال هم أبناؤنا من فلسطين، العراق وسوريا وغيرها، لأن الأمر في توسع، قضية اللاجئين أيضا أمر مؤسف، عائلات بأكملها تشردت وتبيت في العراء بعدما كانت تنعم بالأمن والاستقرار، لا يسعنا إلا الدعاء إلى الله حتى يستر أوطننا، ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أدعوا إلى الوحدة ولمّ الشمل، وأقول بأن أي قائد أو رئيس في أي بلد عربي لا يحمل العصا السحرية، يجب تكاثف الجهود للنهوض بأوطاننا وأنا أرى أن هناك من يتغنى بحب الوطن ويرفع هذا الشعار، ولكن الوطن يقول لنا؛ أحبوا بعضكم قبل أن تحبوني، وكل القضايا تحل بالحوار بعيدا عن العنف.

❊ هل من كلمة إلى الجمهور الجزائري وقراء "المساء":

— أنقل لهم كل مشاعر الحب والود، ورسالتي لهم أن يحافظوا على بلدهم، فأنا عندما أتجول في الخارج، أحمد الله، لأن في بلدنا لا تزال الرحمة، أتمنى أن تكون طريقة حديثنا مع بعضنا البعض راقية، وأن نبتعد عن العصبية، يجب أن نحب بعضنا البعض حتى تستمر الحياة.