ملتقى الأنشودة المدرسية بورقلة

تطلعات لانتقاء أفضل في الشكل والمضمون

تطلعات لانتقاء أفضل في الشكل والمضمون
  • القراءات: 631
مريم. ن مريم. ن

ينظم مخبر التراث اللغوي والأدبي في الجنوب الشرقي الجزائري بجامعة ”قاصدي مرباح”، بالاشتراك مع مكتب فرع بيت الشعر بورقلة، ودار الثقافة ”مفدي زكريا” بذات أشغال الملتقى الوطني الثاني حول ”الأنشودة المدرسية الأهداف والمرامي والجماليات”، يومي 12 و13 مارس 2021.

تتمثل أهداف الملتقى في ”معرفة تقنيات وأهداف ومرامي اختيار نصوص الأناشيد المدرسية”، ومعرفة دور الأنشودة المدرسية في غرس التربية السليمة، مع تباين الحقب في وضع نص الأناشيد المدرسية والقيم الجمالية التي تنبني عليها النصوص الإنشادية.

من محاور الملتقى؛ ”الشروط العامة لانتقاء الأنشودة المدرسية”، و"القيم النفسية والعقلية والجمالية المتوخاة في نص الأنشودة المدرسية”، و"تحليل نفسي واجتماعي وجمالي لبعض نصوص الأناشيد المدرسية” وكذا ”تقنيات بناء الأنشودة المدرسية التفاعلية” و"عقد مقارنة بين نصوص إنشادية عبر منظومات وطنية مختلفة زمانيا”، إلى جانب ”دراسة تقييمية لنصوص الأناشيد المختارة”، و"تقييم الإيقاع الموسيقي الإنشادي لنصوص الأناشيد، ومدى قبولها من طرف التلاميذ”، و"أثر الأناشيد المدرسية في صناعة لغة التلاميذ”، و"دراسة تفاعلية مع تلاميذ المدارس في تقبلهم لنصوص الأناشيد وقياس مدى الأثر الذي تتركه فيهم ”.

في هذا السياق، يرى المختصون وعلماء التربية أن للأنشودة قدرة عجيبة في بعث جو باسم في القسم، يشعر التلميذ بالسعادة والاسترخاء والدفء، فاتحا شهيته تدريجيا للتواصل والتفاعل مع أقرانه، وبعد هذه التصفية النفسية، تقوم الأنشودة بتغذية مخيلته، وتنشيط إبداعيته، بشتى المعاني والصور والأخيلة .

كما أن للأناشيد دور تربوي متعدد الجوانب، فهي وسيلة فعالة للتربية على القيم الأخلاقية، وغرس السلوك القويم بطريقة سلسلة وفي قالب مرح، وتشكل عاملا رئيسيا في تكوين شخصية الأطفال، حيث تثير وجدانهم وتساعدهم على تكوين اتجاهات سوية تساهم في نموهم السليم والمتكامل، كما تنمي في نفوسهم، انطلاقا مما تتضمنه من موسيقى وإيقاع وصور.

ينبغي ـ حسب الخبراء- أن تكون الأغاني والأناشيد المقدمة للأطفال ذات هدف واحد ومحدد، بالكلمات التي يتضمنها القاموس اللغوي للطفل، ومستوحاة من محيطه، مع إدخال البهجة والسرور، لأن عواطف وانفعالات الطفل لا تتسع للانفعالات الحادة كالحزن والقلق واليأس وما إلى ذلك. ويكون إيقاع الأغاني والأناشيد سهلا، فإذا كانت الكلمات سهلة وسلسة كان الإيقاع كذلك.

لا شك في أن أناشيد الأطفال، كمحورٍ مهم من محاور ثقافة الطفل، تقع على عاتقها مسؤولية الإسهام في تربية الطفل وبناء القيم لديه، باعتبارها مادة ثقافية تربوية توظف لتؤدي دوراً فاعلاً في بناء النظام القيمي عند الطفل، وبما يحقق ترشيد سلوكه ودفعه للسير في الدرب الصحيح، لذلك لا بد من تنقية أناشيد الأطفال من كل ما يسيء إلى الفضائل وتوجيه قدراتها، للإسهام في خدمة الجمال الحقيقي والقيم التربوية الصحيحة، نظراً لسرعة تأثر الأطفال بالمواقف التي تشدهم والأحداث التي تثير اهتمامهم.