البرفسور أرزقي بوخنوف لـ"المساء":

تصنيف الموقع الأثري ملاكو "تراثا وطنيا"

تصنيف الموقع الأثري ملاكو "تراثا وطنيا"
  • 962
لطيفة داريب لطيفة داريب

أعلن البرفسور أرزقي بوخنوف لـ"المساء" عن تصنيف موقع "ملاكو" تراثا وطنيا، بعد لقاء جمع الفريق المكلف بالموقع بوزارة الثقافة منتصف الأسبوع الماضي، وهو ما اعتبره انتصارا كبيرا للتراث الجزائري.

وأضاف البرفسور أن الجهود المبذولة من طرف الفريق المكلف بمشروع الحفرية الأثرية "ملاكو" تحت إشرافه وإشراف زميله إعشوشن واعمر، قد أثمرت تصنيف الموقع ضمن قائمة التراث الوطني، مشيرا إلى أن هذا القرار جاء بعد عرض نتائج المشروع على اللجنة الوطنية لتصنيف الممتلكات الثقافية على مستوى وزارة الثقافة والفنون.

واعتبر المتحدث أن هذا التصنيف هو نتيجة الإرادة والعزيمة التي أظهرها هذا الفريق منذ اِنطلاق المشروع، الذي بدأ بإنقاذ الموقع من الدمار الذي كان سيلحقه به الطريق السيار الذي يربط ميناء بجاية بالطريق السيار شرق - غرب.

وتطرق رئيس المشروع لعمل الفريق على استخراج جزء مهم من هذا الموقع، والذي كشف عن قطاع كامل مخصص لصناعة النبيذ، وكذا عن عدم رضوخ السكان المحليين للاستعمار الروماني، وأمور أخرى تكشف اللثام عن الآثار الريفية، خاصة أن هذه الأشغال من بين المبادرات الأولى التي تمس الآثار في الريف. كما أشار إلى احتضان ملاكو "بيترا قديما"، ثورة فيرموس التي امتدت أحداثها من 350 ميلادي إلى 375 ميلادي، ليطالب بالحفاظ عليه، واستغلال المعلومات التي تنبثق من هذه الأبحاث لصالح المؤرخين، الذين، حتما، سيتغدَّون على هذه المعطيات التاريخية عن محطة ماتزال غامضة في تاريخ النضال الوطني.

وأكد المتحدث أن قرار " تصنيف هذا الموقع ضمن التراث الوطني"، لقي ترحابا، وحتى ارتياحا كبيرا من طرف مدير جامعة الجزائر2، وكذا مدير معهد الأثار، باعتبار أن هذه المؤسسة الجامعية حاضنة لهذا المشروع الذي يشرف عليه أساتذتها، علما أن هذا الإنجاز الكبير يُعد أول مشروع حفرية إنقاذية، علاوة على تحقيقه بكفاءات جزائرية محضة، ليشكل انتصارا للجامعة الجزائرية، ومكسبا لكل الجزائريين. وتابع أن نفس الترحاب سُجل على المستوى المحلي (بجاية)، ولدى السلطات الجهوية، وكل الجمعيات والمهتمين بهذا التراث المادي، الذين دعموا جهود الفريق، خاصة أن هذا المشروع المتعلق بالحفرية الأثرية، يُعد الأول من نوعه في المنطقة. كما يعوّل السكان والجمعيات المحلية لقرية أخناق ببلدية صدوق، على هذا الفريق لمتابعة أبحاثه، والكشف عما يحتويه الموقع من أسرار أخرى، وكذا تهيئته، في انتظار استقبال الوفود، التي، حتما، ستزور الموقع، خاصة أن سكان هذه المنطقة يُعرفون بالجود والكرم.

وبالمقابل، سيتم تنظيم أشغال حفرية جديدة اِبتداء من 15 جويلية من هذه السنة، ولمدة 25 يوما في موقع "مولاكو" الذي تم الكشف عنه عام  2014 ببجاية، إثر مشروع إنجاز الطريق السيار شرق - غرب، ويتربع على مساحة قدرها 3 هكتارات، ويقع على بعد 7 كلم شرق بلدية صدوق، و8 كلم غرب بلدية أقبو، كما يبعد بـ 55 كلم عن مقر ولاية بجاية، ويمتاز بموقعه المميز والبارز من على هضبة مرتفعة بـ 132 متر على مستوى البحر، وتطل على وادي الصومام. و"ملاكو" هو عبارة عن قصر كبير، يشبه مدينة بملاحق متعددة. وقلعة تحمي الساكنة الذين يرجح أنهم كانوا يشتغلون في مجال زراعة الكروم والزيتون.