القصر العتيق بالمنيعة (غرداية)

تشخيص عوامل التدهور لإعادة التأهيل

تشخيص عوامل التدهور لإعادة التأهيل
  • القراءات: 840
ق. ث ق. ث

سيتم ’’في القريب’’ فتح فرع للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، للتكفل بإعادة تأهيل القصر العتيق بمدينة المنيعة (275 كلم جنوب غرداية )، الذي يواجه وضعية تدهور متقدمة جدا، حسبما أفادت بذلك مصالح الولاية.

في هذا الصدد، جرى إيفاد فريق متعدد الاختصاصات من الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقاقية المحمية، ومن المركز الوطني للأبحاث في الآثار ومدير مركزي من وزارة الثقافة والفنون، بتعليمة من وزيرة القطاع إلى مدينة المنيعة، لتجسيد هذه العملية، التي تقررت خلال الزيارة الأخيرة التي قامت بها وزيرة الثقافة والفنون إلى المنطقة في جانفي المنصرم.

استراتيجية تشاركية لتأهيل التراث

سيشرع الفريق أيضا بمعية السلطات المحلية، في تحديد وتشخيص العوامل التي تسببت في تدهور هذا القصر المصنف تراثا وطنيا منذ سنة 1995، وتحدد بدقة المساحة الحقيقية للقصر، مع اقتراحات ملموسة توضع حسب استراتيجية تشاركية مع المجتمع المدني؛ بهدف المحافظة على القصر العتيق وتأهيل تراثه، كما صرح المكلف بالثقافة في غرداية محمد علواني.

ومن أجل مواجهة هذه الوضعية المتدهورة والمتقدمة جدا في هذه المدينة المحصنة بقصر المنيعة القديم، أطلقت دراسة فنية، واستُكملت سنة 2017 قبل أن يتم تجميدها لأسباب مالية. وسيسمح ترميم وتنشيط هذا التراث المعماري الثقافي والتاريخي، بدمجه في ديناميكية التنمية التي تعرفها منطقة المنيعة، وتعزيز إمكانياتها المادية وغير المادية، وتشجيع الاستثمار السياحي لاستحداث الثروة والشغل، استنادا إلى نفس المصدر. ويمر قصر المنيعة العتيق ومبانيه الرائعة ذات التربة الجافة والمشيدة بالطوب والذي يُعد شاهدا على حضارة ثرية وعريقة، بحالة تدهور متقدمة جدا، تؤثر سلبا على إطاره المعماري؛ ما يعرّض قيمه وجماله للخطر، مثلما تم الإشارة إليه. وبغرض المحافظة على تراث البناء التقليدي وفن البناء حسب تقنيات الأجداد، أوصت الدراسة، بالدرجة الأولى، بترميم وتأهيل قصر الأميرة "مباركة بنت الخاس"، ومسجد على مساحة 100 متر مربع الذي انهار قبل بضع سنوات والأسوار، وبعض البنايات والممر المؤدي إلى أعلى القصر، بالإضافة إلى برج المراقبة.

قلعة ثرية بتاريخها وموقعها

يقع هذا الفضاء العمراني العريق على قمة عالية جافة وصخرية، لكنها رائعة عند حدود ترسم ما بين العرق الشرقي الكبير والعرق الكبير والعرق الغربي. ويُعتبر القصر قلعة ثرية؛ سواء من حيث تاريخها وتقاليدها، أو من حيث روعة المناظر الطبيعية المحيطة به.

ويمتد القصر العتيق بالمنيعة الذي شيد في القرن الرابع على مساحة 70 مترا، وهو يطل على واحة المنيعة المجاورة للطريق الوطني رقم (1)، ويطل من خلال أسوراه على مناظر خلابة وجمال نادر. وقد أصبح أول موقع ثقافي وسياحي بالمنطقة؛ حيث إن القصر بهندسته المعمارية وبنايته التقليدية المشيدة على صخرة طبيعية، أصبح مثيرا للإعجاب، ويُعتبر نقطة جذب، ومكانا مفضلا للسياح وغيرهم من زوار المنطقة. ويمثل هذا الفضاء المعماري العريق الذي يضم مسجدا تحيط به سكنات مشيدة فوق صخرة كلسية وبئرا جماعية ومخازن للمواد الغذائية، موضوع فضول العديد من السياح. ويزداد تدهور هذا القصر القديم يوما بعد يوم بسبب التغيرات الزمنية وقساوة الطقس وهشاشة البنايات، إلى جانب العديد من العوامل التي تشوه هذا التراث العريق لهذه المدينة، التي كانت يوما ما مدينة مضيافة. وكان ساكنة المنيعة دعوا خلال الزيارة الأخيرة لوزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة إلى المنطقة، إلى الحفاظ على هذا الموقع الثقافي (ذاكرة المنطقة) والتدخل من أجل الحد من تدهور البنايات وترميمها، وتأهيل الأقسام وإعادة بناء الأطلال وكذا ترقية هذا التراث. وتندرج عملية تأهيل القصر العتيق بالمنيعة في إطار استراتيجية تثمين هذا الفضاء التراثي الأصيل؛ بما يسمح ببعث ديناميكية محلية حقيقية، تعتمد على ترقية قطاعي السياحة والصناعة التقليدية والحرف، حسبما ذكرت مصالح القطاع.