عنابة

تسليط الضوء على كنوز متحف "هيبون"

تسليط الضوء على كنوز متحف "هيبون"
  • 140
سميرة عوام سميرة عوام

استقبل مسؤول متحف وموقع "هيبون" الأثري، السيد عزوني خليل، وفدا أكاديميا يابانيا رفيع المستوى، يمثل عدة جامعات مرموقة، في إطار برنامج التعاون والتبادل العلمي والثقافي بين جامعة "باجي مختار" عنابة وجامعة تسوكوبا اليابانية، الرامي إلى توسيع آفاق البحث في مجالات التراث، الآثار، والهندسة المعمارية التاريخية.

جسدت هذه الزيارة، عمق العلاقات العلمية بين المؤسستين، حيث أتيح للوفد الياباني الاطلاع عن قرب على الإرث العريق لمدينة عنابة، خاصة ما تزخر به من مواقع أثرية مميزة، وفي مقدمتها موقع "هيبون" الأثري، الذي يُعد أحد أبرز المعالم الحضارية الرومانية في شمال إفريقيا.

وتناول النقاش بين الجانبين، موضوع الهندسة المعمارية القديمة، مع التركيز على الطرز الرومانية والبيزنطية والمحلية، ودورها في تشكيل البنية العمرانية بشرق الجزائر. كما تم التطرق إلى خصوصيات العمارة العامة والدينية والجنائزية، التي ميزت مدينة هيبون التاريخية، التي كانت مركزا دينيا وتجاريا مهما خلال العهد الروماني، ويُعتقد أن نشأتها تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد.

وأشاد أعضاء الوفد الياباني، بما وقفوا عليه من جهود مكرسة لحماية الموروث الثقافي والتاريخي، لاسيما الترميمات الدقيقة وأعمال الصيانة، التي يشرف عليها متحف "هيبون". كما أعربوا عن إعجابهم بالتنظيم المحكم للقطع الأثرية، التي تتمثل في تماثيل ونقوش حجرية وفسيفساء وأدوات معيشية ونماذج معمارية تعكس الحياة اليومية والدينية والسياسية لسكان المنطقة، عبر مختلف الحقب. وفي هذا الإطار، شدد الوفد على أهمية تعزيز التعاون الأكاديمي بين الطرفين، من خلال تنظيم زيارات ميدانية دورية، تبادل الطلاب والباحثين، وإنشاء مشاريع بحثية مشتركة، تركز على دراسة المواقع الأثرية الجزائرية باستخدام تقنيات حديثة، مثل المسح ثلاثي الأبعاد، الفحص الطيفي والتنقيب الرقمي. من جانبه، أكد السيد عزوني خليل، في كلمته الترحيبية، استعداد الجزائر لتوسيع مجالات التعاون الدولي في ميدان التراث، معتبرا أن مثل هذه الزيارات، تمثل جسورا ثقافية بين الشعوب وتساهم في رفع الوعي العالمي بأهمية المواقع الأثرية الجزائرية، التي لا يزال الكثير منها، بحاجة إلى دراسات علمية معمقة. تجدر الإشارة إلى أن موقع "هيبون" الأثري، ومتحفه التابع لـ الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، يخضعان لبرامج دائمة في الترميم والتوثيق، بدعم من وزارة الثقافة والفنون، التي تسعى إلى جعل التراث الثقافي رافدا من روافد الهوية الوطنية، وأداة لتنمية السياحة الثقافية. وفي ختام الزيارة، عبر الوفد الياباني عن أمله في أن تكون هذه المبادرة خطوة أولى نحو شراكة علمية طويلة الأمد، تعزز جهود الحفظ والترويج للتراث الجزائري، وتفتح آفاقًا جديدة لتبادل الخبرات في مجالات علم الآثار، التراث اللامادي، والحفاظ على الهوية الثقافية في ظل العولمة.