جامعة سكيكدة

تسليط الضوء على قضايا الذاكرة الوطنية للمقاومات الشعبية

تسليط الضوء على قضايا الذاكرة الوطنية للمقاومات الشعبية
  • القراءات: 433
 بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

دعا المتدخلون في الملتقى الدولي 15 لتاريخ الثورة الجزائرية الموسوم بـ"المقاومة العسكرية الجزائرية خلال القرن 19" الذي اختُتمت أشغاله الخميس الأخير بجامعة 20 أوت 55، إلى مواصلة الاهتمام، بالبحث والدراسة، بتاريخ المقاومة الشعبية المحلية، وإعطائها القيمة التاريخية التي تستحقها، مع التأكيد على ضرورة إنشاء مخبر للدراسات في تاريخ المقاومة الشعبية والحركة الوطنية بكلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية بجامعة سكيكدة، وتوجيه طلبة الماستر إلى دراسة مخطوطات الزوايا والطرق الصوفية، وكذا تسليط الضوء على قضايا الذاكرة الوطنية للمقاومات الشعبية في الجزائر؛ من أجل تفكيك العوامل ذات العلاقة بالجزائر المعاصرة. 

شدد المشاركون من خلال توصياتهم، على ضرورة استغلال الأرشيف التاريخي الوطني الموجود بالجزائر وخارجها، خاصة الأرشيفات الفرنسية من قبل الباحثين الجزائريين؛ قصد الاستفادة من رصيده التاريخي، مع اقتراح مواضيع للملتقيات القادمة، تخص مرحلة الثورة الجزائرية من جانب التموين، والصحة، ومعارك الثورة الجزائرية، والمشاركة الشعبية في الثورة، وتوصية بطبع أشغال الملتقى في مجلة الجامعة.

واحتضنت جامعة 20 أوت 55 بسكيكدة على مدار اليومين الأخيرين، أشغال الملتقى، الذي تمحورت إشكاليته حول تساؤل رئيسي، وهو إلى أيّ حد ساهمت المقاومات الشعبية الجزائرية في التصدّي للاحتلال الفرنسي وتوسعه في ربوع الجزائر؟ إلى جانب طرح تساؤلات فرعية؛ من بين أهمها: ماهي مساهمات المقاومة الرسمية للداي حسين، في التصدي للاحتلال الفرنسي في منطقتي سيدي فرج واسطوالي؟ وما هي استراتيجية مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري وكذا استراتيجية أحمد باي في التصدي للاحتلال؟ وما أهم المقاومات بعد عام 1848 في الشمال والجنوب؟ وما أهم التحديات التي واجهتها؟ وفيم تمثلت جهود المؤرخين في الكشف عن الحقائق التاريخية من خلال المذكرات والوثائق التاريخية  والأرشيفية؟.

وحسب الدكتور رشيد طبال، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة سكيكدة، فإن الملتقى يهدف إلى إعادة قراءة أهم مفاصل أحداث المقاومات العسكرية، إلى جانب قراءة نقدية انطلاقا من المصادر التاريخية؛ سواء كانت المذكرات الشخصية لزعماء المقاومات، أو الضباط الفرنسيين، أو المصادر الأرشيفية، مع محاولة الوقوف على الأسباب الحقيقية للمقاومات، وكذا الأسباب التي أدت إلى إنهائها.

وعالج المشاركون في هذا الملتقى الدولي الذي حضره أساتذة ودكاترة وباحثون من مختلف جامعات الوطن ومن جامعات مصر والشارقة بالإمارات العربية، ومن تونس، ومن تولوز بفرنسا، ومن بغداد بالعراق، "المقاومة الرسمية في سيدي فرج واسطاوالي: الاستعدادات والنتائج"، إلى جانب قراءات في مذكرات ومراسلات قادة المقاومات وضباط الجيش الفرنسي، فضلا عن علاقة قادة المقاومات العسكرية من بينهم الأمير عبد القادر والحاج أحمد باي، وعلاقة قادة المقاومات بحكام باي تونس، وملك المغرب. كما تم تقديم قراءة في الاتفاقيات والمعاهدات بين قادة المقاومات وقادة الجيش الفرنسي، إلى جانب تطرقهم لمستوى الاستراتيجيات العسكرية لكل من المقاومات الجزائرية والجيش الفرنسي، وكذا المقاومة العسكرية في الشرق والغرب والجنوب الجزائري، فيما تمّ تقديم خلال أشغال هذا الملتقى، نقد وتقييم للكتابات التاريخية الجزائرية والأجنبية لمرحلة المقاومات الشعبية بالجزائر، وموقف الطرق والزوايا من الاحتلال الفرنسي، وموقف زعماء المقاومات من المتعاونين الجزائريين مع الجيش الفرنسي. كما ناقشوا الإبادات والجرائم الفرنسية في الجزائر خلال القرن 19