متحف الفنون والتقاليد الشعبية بالمدية

تسليط الضوء على تقليد "العولة"

تسليط الضوء على تقليد "العولة"
  • 176
ع. إ ع. إ

احتضن متحف الفنون والتقاليد الشعبية بالمدية، أوّل أمس، تظاهرة ثقافية بعنوان "العولة، مؤونة البيت وذاكرة الأجداد"، بهدف تسليط الضوء على ممارسة قديمة متمثلة في تخزين المواد الغذائية، وتحويل المنتجات الفلاحية تحسّبا لفصل الشتاء. وأشارت مديرة الثقافة والفنون سليمة قاوة المكلفة حاليا بتسيير هذه المؤسسة المتحفية بالنيابة، إلى مشاركة نحو 20 حرفية من مختلف بلديات الولاية، ممن حملن على عاتقهن نقل هذا الموروث من جيل إلى جيل، سيما وسط العائلات التي لاتزال متمسّكة بهذه العادة.

في هذا الصدد، أكّدت كلثوم بوقاسي، وهي عضو بجمعية "العذاورية" لبلدية شلالة العذاورة، أنّ "العولة" تقليد اجتماعي لايزال راسخا في العديد من مناطق الوطن رغم تغيّر أنماط الحياة وسلوك الأسر والعائلات. وأضافت أنّ العائلات تستمر إلى يومنا هذا في تحضير المؤونة وتخزين العديد من المنتجات؛ من حبوب وفواكه أو بقول جافة، استعدادا لفصل الشتاء، لافتة إلى أنّ هذه الممارسة لا تقتصر على تخزين أو تحويل المواد الفلاحية فقط، بل تشمل أيضا، صناعة الأواني المنزلية (من الخشب أو الفخار)، إلى جانب نسج الزرابي والأغطية لمواجهة البرد.

ويبقى الكسكسي أكثر المواد الغذائية التي تخزّنها العائلات، حيث تقوم النساء المتمكّنات من تقنيات تحضيره، بإعداد كميات كبيرة منه تكفي لكلّ شهور فصل الشتاء، في الوقت الذي تقتنيه عائلات أخرى جاهزا من الأسواق، وفق المصدر. كما يتم تخزين عدّة مواد استهلاكية أخرى؛ مثل الزيتون والتين والعنب والمشمش والبقول الجافة، بغرض استهلاكها خلال الشتاء، أو لاستخدامها في تحضير أطباق موسمية، وفق توضيحات الحرفية فاطمة وارد من بلدية البرواقية.

وقالت المتحدثة إنّ الهدف من "العولة" هو تأمين احتياجات العائلات طوال فصل الشتاء، سيما بالنسبة لتلك القاطنة بالمناطق الجبلية التي تشهد تساقطا كثيفا للثلوج، وتراجعا في النشاط الفلاحي، مشيرة إلى توجيه هذه المؤونة للاستهلاك اليومي، إلى جانب المناسبات والأفراح وضيافة الزوار، أو لتلبية الرغبات الغذائية للنساء خلال فترة الحمل. وأكدت مديرة الثقافة والفنون أن الهدف من تنظيم هذه الفعالية بالمتحف العمومي للفنون والتقاليد الشعبية، هو تعريف الجمهور النسوي بهذا التقليد العريق، والحفاظ عليه، ومرافقة الحرفيات والنساء الريفيات اللواتي لايزلن يحرصن على صون هذا الموروث الأصيل.