الإرشاد السياحي بقصبة الجزائر العتيقة

ترويج للسياحة المحلية وتاريخ العاصمة العريق

ترويج للسياحة المحلية وتاريخ العاصمة العريق
  • القراءات: 582
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أصبح الإرشاد السياحي في القصبة العتيقة بالعاصمة، هواية يمارسها كثير من أبناء الحي، الذين أصبحوا يتواصلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع "سياح" محليين كانوا أو أجانب، لعرض خدماتهم مقابل عائد مادي، للتعريف بأحد أشهر الأحياء التاريخية بقلب العاصمة. تعود الشهرة التي تأخذها أزقة الحي، إلى ما تروّجه صفحات المرشدين هناك، والذين أحسن الكثير منهم إنتاج فيديوهات جميلة، توضح جمال تلك الشوارع التي لاتزال تحافظ على روحها.

محمد سيف الدين البالغ من العمر 25 سنة، من أبناء القصبة العليا، وأحد المرشدين هناك، يتخصص في إرشاد مجموعات شبابية من طلاب الجامعات بشكل خاص. تكاليف خدمته تستهدف، بشكل خاص، هذه الفئة، لا سيما طلاب الهندسة المعمارية بالحراش؛ حيث ينظم في كل مرة، خرجات خاصة لهؤلاء عبر نشر في صفحات الجامعة، برامج جولات تدوم لبضع ساعات خلال عطل نهاية الأسبوع، أو في الفترات المسائية يومي الثلاثاء والأربعاء، مشيرا إلى الترويج للسياحة الداخلية، وتنشيطها لا سيما بالعاصمة؛ أمر يثير اهتمامه؛ ما دفعه إلى الانضمام في كل مرة، لدورات تكوينية خاصة في هذا المجال، لترقية شخصيته المهنية، وتطوير قدراته في الإرشاد السياحي.

ولفت محمد إلى أن نشاطه "بدأ كهواية، وصار مهنة مع الوقت"؛ حيث اشتهر بعد بضع تجارب مع المجموعات الطلابية، وسط الراغبين في زيارة القصبة، الذين يعتبرون ابن المنطقة، أحسن مرشد فيها، مشيرا إلى أن هدفه هو كسر تلك الصورة النمطية لدى البعض، الذين يعتقدون أن القصبة خطيرة وتنتشر بها عصابات الحي، وتكثر بها السرقة، مؤكدا أن "هذا أمر خاطئ، وصورة يحاول بها البعض كسر السياحة هناك؛ للمحافظة على أصالة الحي، إلا أن في حقيقة الأمر، القصبة من الأحياء الأكثر أمانا، وسكانها يتميزون بالأصالة، والاحترام، ويستمتعون بتجوال السياح هناك".

ويشير المتحدث الذي يتقن العربية والفرنسية وحتى الإنجليزية، إلى أنه يشتغل مقابل 1000 دينار للفرد الواحد، وللطلاب بـ 700 دينار، لينخفض السعر بالنسبة للمجموعات، وتشمل تسعيرة دخول بعض المتاحف، حيث تبدأ الزيارات من التاسعة صباحا إلى غاية الرابعة مساء، ليتم إرشاد الراغبين نحو المطاعم التقليدية، التي هي عبارة عن بيوت "أحواش"، فتحت أبوابها أمام الزوار لتقديم الأكلات التقليدية الخاصة بالعاصميين. وعن معرفته بتاريخ القصبة يقول إن التاريخ الحقيقي للقصبة متداوَل عبر أفواه أبنائنا، وكبار سن الحي، الذين عادة ما يلتقي بهم ليعرف تفاصيل كل ركن من الحي، مضيفا أنه يطالع كثيرا كتب المؤرخين والباحثين في التاريخ والمهتمين به، كما "يتعلم من المرشدين السابقين الأكبر سنا، والأكثر تجربة منه".