يستعرض الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية ما تحقّق من مكتسبات متعلّقة بالهوية الأمازيغية الوطنية، وعلى رأسها مسألة الترسيم في الدستور الأخير، مما سيسمح ـ حسبه بتجاوز الخوض السياسي و تكثيف الجهد بالتنسيق مع كل الأطراف الوطنية لتعميم استعمال هذه اللغة وتمكينها في المحيط العام، علما أن ذلك لا يتم إلا بالوسائل البيداغوجية وبتطوير هذه اللغة في حدّ ذاتها من حيث المصطلحات، لتترسخ في الحقل المعرفي  والأكاديمي  والرسمي.

❊ تحلّ ذكرى الربيع الأمازيغي هذه السنة بمكتسبات جديدة تحققت، فكيف تعلقون؟

— تعتبر الذكرى محفّزا لتطلعات المواطنين المشروعة فيما يخصّ الهوية، وانتصارا مرحليا حاسما انتزع بفضل نضال متواصل، تدعّم اليوم بهذا الاعتراف التاريخي وهذا الوضع السياسي الذي يكرس من الآن فصاعدا لغتنا الأمازيغية لغة رسمية.

يجب الإشادة بهذا التقدّم وإثراؤه لما يوفّره من ظروف أنسب وطرق أفضل  لمباشرة ورشات فعلية لتطوير وترقية الأمازيغية، كما يجب علينا استغلال جميع طاقاتنا، خاصة المكمّلة، لبلوغ هذا الهدف المشترك وهو إعطاء الأمازيغية (لغة وثقافة) المكانة المشروعة التي تستحقها.

إن المحافظة التزمت من جهتها بتشييد المرحلة الجديدة بالمساهمة خصوصا في وضع مشاريع هيكلية ومستقبلية تخص مصير الأمازيغية التي تعتبر إرثا لكل الجزائريين، من خلال دفعها نحو العصرنة.. إذن عام  2016 كان بمثابة نقلة، بالتالي استوجب نشاطا يتماشى وهذه الدسترة،  مما يتطلّب منا التجنيد وأن نكون في مستوى التحدي.

❊ ما هو البرنامج وجديد المحافظة لهذه السنة التي تحقّق فيها الترسيم؟

— استفادت المحافظة من توسيع مقرها، بالتالي سيتوسّع مجال نشاطاتها، لذلك تمّ تدشين بمناسبة ذكرى 20 أفريل فضاء "تمازيغت الآن" وهو منتدى جديد بالمقر، سيعطي الفرصة للكتاب والأدباء والأكاديميين للحضور والتكامل مع المحافظة لاستكمال المشوار من خلال الأعمال الإبداعية والبحوث وتأطير تجارب واستقطاب كلّ الأقطاب والكفاءات وأبناء الوطن الواحد، وسيتم أيضا الشروع الجدي في العمل الميداني مع الجامعين، خاصة في حقل القواميس أحادية أو ثنائية اللغة من خلال تهيئة فضاءات الجامعة.

هناك أيضا تشاور لتحديد الأولويات وكذا استكمال التعاون مع العديد من القطاعات، كوزارة التربية التي تبدي تعاونا كبيرا من خلال السيدة الوزيرة وكذا قطاع الإعلام ووزارة المجاهدين من خلال تسجيل الشهادات الخاصة بالثورة باللغة الأمازيغية وكذا ترجمة بيان أول نوفمبر والنشيد الوطني لهذه اللغة.

من ضمن مشاريع هذا البرنامج؛ تشجيع النشر والترجمة في كل أنماط الأدب والسعي إلى أن يكون الكتاب الأمازيغي في يد كل الجزائريين، وهناك تعاون خاصة مع المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية والوكالة الوطنية للنشر والإشهار من خلال النشر المشترك.

❊ وماذا عن أكاديمية اللغة الأمازيغية؟ 

— ننتظر صدور القانون التوجيهي، علما أننا كمحافظة نمثّل قوّة اقتراح واستشارة تفرضها الكفاءات العلمية، وسيكون هناك لقاء تشاوري ليكون إسهاما في هذا البرنامج، وسيتم أيضا اقتراح ملحقات عبر التراب الوطني.

❊ تعمل المحافظة على النهوض بالجانب الثقافي والفني، حدّثنا عن بعض مبادراتها؟

— تعمل المحافظة على رعاية المواهب ومتابعة مشاريع إبداع فني أمازيغي، كذلك هناك تكثيف للخرجات الميدانية، خاصة بالجامعة لجمع وتوثيق هذه المعطيات الميدانية، بالتالي استغلالها في تدوين التراث اللامادي الأمازيغي (أغلبه شفهي)، وهناك أيضا من ضمن المشاريع تصنيف مناسبة يناير في التراث العالمي، وهي مبادرة من المحافظة ووزارتي الثقافة والتربية من خلال مشروع بهدف تقديمه لمنظمة "اليونسكو".

كما تعمل المحافظة على تشجيع المهرجانات وتأطير أنشطتها واقتراح منتديات وأسماء فكرية قديرة حتى تكون هذه اللقاءات في المستوى.

❊ ما جديد مسابقة ماسينيسا؟

— هي مسابقة بادرت بها المحافظة خلال التوصيات التي خرج بها الملتقى الدولي الخاص بهذه الشخصية التاريخية المنعقد سنة 2014 بالخروب، وتهدف إلى إنجاز معلم فني بالعاصمة يجسّد هذه الشخصية، وبالمناسبة  تم التنسيق مع والي العاصمة ليكون المنجز بساحة الفوارة ونحن نسير بخطى ثابتة ولا نميل إلى التسرع تفاديا لأية مشاكل، وقد أطلقنا إعلانا للمشاركة لكل الفنانين، علما أننا نصبنا لجنة تحكيم مكونة من محترفين ومؤرخين وسنستمع لتقريرها بعد أيام، لنقوم بقراءة أولى، وقد نمدد آجالها حتى يتماشى المجسم مع القوانين ودفتر الشروط.

❊ ما هي حدود تدخلكم في المشاريع الفنية بالأمازيغية؟ 

— مهمتنا تكمن في تزكيتها، بالتالي لنا قوة المرافقة للمشاريع الفنية، كما لنا مديرية لترقية النشاطات الفنية والجمعيات، علما أن المحافظة تنسق مع 914 جمعية ثقافية لتأطير الأنشطة في الميدان.