ملتقى وطني عن سيدي الهواري بوهران

تراث علمي مرصَّع بالزهد والتصوّف

تراث علمي مرصَّع بالزهد والتصوّف
  • القراءات: 2935
 سعيد. م سعيد. م

ينظّم مخبر مخطوطات الحضارة الإسلامية في شمال إفريقيا بجامعة وهران بالتنسيق مع الجمعية الوطنية للزوايا والثقافة الصوفية، على مدى يومين، الملتقى الوطني حول العالم الجليل والولي الصالح "محمد بن عمر الهواري ـ سيدي الهواري ـ حياته وآثاره".

يتطرق الملتقى لحياة سيدي الهواري منذ نشأته وتجواله عبر الحواضر العلمية المشهورة في عصره، كمدن بجاية وتلمسان وفاس التي أخذ عن علمائها. كما ارتحل واستقر بجامع الأزهر الشريف مدة من الزمن. ومن القاهرة شدّ رحاله إلى الحجاز؛ حيث أدى فريضة الحج. وانضم إلى حلقات العلم متعلّما ومدرّسا للخاصة والعوام، ومنها إلى المدينة المنورة، فالقدس وحتى دمشق الفيحاء، ليعود إلى الجزائر.

سلك الإمام الهواري طرق الثقافة الصوفية، واتبع خطواتها، ومن ذلك اللجوء إلى الخلوة والتفكير والتدبّر؛ باعتبارها منهجا كان يتبعه أهل الصوفية. واستقر الإمام الهواري بمدينة الباهية، وأنشأ بها مدرسته. كما فتح المدارس القرآنية، ودرّس الفقه والحديث. وعلّم الناس لفترة طويلة من الزمن فصار له العشرات من التلاميذ الذين سطع نجمهم بوهران. ومن آثار الإمام الهواري العلمية منظومته التي تسمى "التسهيل"، و«شرح المنفرجة"، وكتابه "السهو والتنبيه"، و«التبيان" و«تبصرة السائل".

يتناول هذا الملتقى الوطني تراث هذا الإمام الجليل من خلال محورين، الأوّل يستعرض حياته وعصره ونشأته ورحلاته العلمية واستقراره في وهران. والمحور الثاني يتناول آثاره العلمية والروحية. ويهدف الملتقى إلى التعريف بشخصية الإمام الهواري، وإبراز دوره في الحياة العلمية والثقافية بوهران، والجزائر عموما، ودوره في مجال التصوف والزهد والتحقيق العلمي فيما نُسب إليه من الخوارق.

يتضمن برنامج الملتقى محاضرة افتتاحية تحت عنوان "الجمع بين الفقه والتصوّف عند الإمام الهواري" للأستاذ الدكتور بن معمر محمد من جامعة وهران 1. كما يحوي برنامج اليوم الأوّل محاضرات قيّمة، كمحاضرة الأستاذ الدكتور الحمدي أحمد من جامعة أدرار تحت عنوان "حضور الشيخ الهواري في النصوص التاريخية الوهرانية ـ الثغر الجماني أنموذجا"، ومحاضرة الدكتور بوغوفالة ودان من جامعة معسكر تحت عنوان "سيدي الهواري في الدراسات الأنثروبولوجيا للجيش الفرنسي: ولي وهران بين الحقيقة والأسطورة عند العقيد تروملي"، ومحاضرة الدكتور وهراني قدور من جامعة تلمسان بعنوان "التكوين العلمي للشيخ أبي عبد الله محمد بن عمر الهواري"، ومحاضرة الأستاذة عبو دليلة من جامعة وهران 1 تحت عنوان "الرحلة العلمية ودورها التربوي في بناء شخصية محمد بن عمر الهواري، الأثر التربوي للرحلات العلمية"، ومحاضرة الدكتورة لزغم فوزية من جامعة تيارت تحت عنوان "الحياة الثقافية بالمغرب الأوسط في عهد الشيخ بن عمر الهواري".

تستمر المحاضرات في اليوم الثاني من الأشغال، على غرار محاضرة الدكتور فغرور دحو من جامعة وهران 1 "دراسة في مخطوط السهو للشيخ الهواري"، ومحاضرة الدكتور شوالين محمد السنوسي بعنوان "تأثير شخصية الإمام الهواري في المجتمع الوهراني"، ومحاضرة الدكتور بالأعرج عبد الرحمن من جامعة تلمسان بعنوان "رحلة الشيخ أبي عبد الله محمد بن عمر الهواري إلى المشرق"، ومحاضرة الأستاذ بن عربة محمد من جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة تحت عنوان "التصوف والصوفية بالمغرب الأوسط خلال العهد الزياني، صوفية وهران وأحوازها أنموذجا".