خالد خوجة ونوار وخلف الله يعرضون لوحاتهم بمؤسسة "عسلة"

تراث أصيل مرسوم بأسلوب راق ومعبرّ

تراث أصيل مرسوم بأسلوب راق ومعبرّ
  • القراءات: 374
لطيفة داريب لطيفة داريب

لم يشأ الفنان عبد الوهاب خالد خوجة، خريج مدرسة الفنون الجميلة بقسنطينة، أن يعرض لوحاته لوحده في فضاء مؤسسة "عسلة" بل ارتأى استضافة فنانين عصاميين من مدينته "قالمة" وهما سمير خلف الله وياسين نوار كي يشاركا أيضا في معرض "ذكريات وتراث" الذي اختتم فعالياته مؤخرا.

يعرض الفنان عبد الوهاب خالد خوجة بمعرض "ذكريات وتراث"، 27 لوحة بتقنيات متنوّعة ومواضيع جذابة، عبرّ في العديد منها عن شغفه بالبحر من خلال رسمه للعديد من السفن بعضها راسية في الميناء، وأخرى تلج البحر الهائج بكلّ صمود وقوّة، اعتمد فيها على الأسلوب الواقعي، ووضع فيها الكثير من اللون الأزرق. فهل قصد بها أهمية مواصلة الإنسان لحياته رغم كلّ العقبات وربما حتى فقدان الأحبة؟.

كما اعتمد الفنان أيضا على الأكوارال لرسم لوحات تنبض طبيعة، عنونها بـ"بيت السعادة" وقدّم لكلّ واحدة منها، اسمها الخاص مثل لوحات "الخريف"، "في الربيع"، "الفجر الوردي"، "فوق الربوة"، "قوس قزح"، و"في شتاء"، بينما رسم لوحة "الموسم الخامس 1" بالحجر الأسود  ولوحة "منظر طبيعي قالمة" بتقنية الغواش.

ووضع الفنان عنوان "بيت السعادة" على أكثر من لوحة، لأنّ البيت يشكّل ملاذ كلّ إنسان يعود إليه بعد تعب يوم كامل بحثا عن الراحة والأمان، كما شكّلت هذه اللوحات جزءا من ذاكرة الفنان وذكريات الطفولة والشباب. أما اللون الذي طغى على هذه اللوحات فكان الأصفر بالإضافة إلى اللون الرمادي.

أما الفنان ياسين نوّار فعرض إلى جانب لوحاته الثلاثة عشر، مجموعة من كتبه وهي "ثلاثة أيام"، "وفد بغداد"، "مع الفجر"، "في بيتنا دراجة"، "خيط الحرير"، و"شتاء دمشق"، واعتمد الفنان الكاتب في لوحاته على القلم الأسود لرسم معظم  لوحاته وكذا على التقنية المختلطة والغواش. أما مواضيع لوحاته الصغيرة، فهي عن شخصيات جزائرية ترتدي اللباس التقليدي بكلّ تنوّعاته، تصطف بكلّ فخر أو تنظر إلينا والحزن باد عليها.

كما لم يقتصر الفنان على إبراز الجانب الجمالي للباس الجزائري، بل تغلغل حتى في الجانبين الاجتماعي والأنثروبولوجي له، في حين أعاد البريق لتقاليد في اللباس والعيش تعاني فعلا من التهميش. وهكذا رسم الفنان لوحات الحارس، القصبة، شابة عربية، "الموسيقي في السطح"، "امراة بزي تقليدي2"،"الحلم" وغيرها.

نفس الأمر بالنسبة للفنان سمير خلف الله الذي تغلغل بدوره في التراث الجزائري وقدّم بعض لوحاته وحتى تفاصيله في خمس لوحات كبيرة الحجم خاصة اللوحة الضخمة لرجل ترقي يقف بكلّ شموخ ويمسك بسيفه بكلّ قوة، أما عن لباسه التقليدي فهو في غاية الجمال والتناسق.

يعرض سمير أيضا لوحة عن تراث العيساوة، رسم فيها رجالا يضربون على الطبول والدف وينفخون في الناي أو "القصبة"، ويحيط بهم جمع غفير من المعجبين. بالإضافة إلى لوحة عن القصبة مستعملا في لوحاته جميعها تقنية الرسم الزيتي على القماش الذي استطاع من خلاله التعبير بشكل أعمق عن تراثنا وكذا استعمال أجمل للضوء لتحمل لوحاته "الحياة" بشكل صادق.