تكريماً لحاج ملياني

"تداول الكلمات في المتوسط" تحت المجهر

"تداول الكلمات في المتوسط" تحت المجهر
الراحل حاج ملياني
  • القراءات: 517
لطيفة داريب لطيفة داريب

ينظم، غدا، قسم اللغة الفرنسية التابع لكلية اللغات الأجنبية بجامعة مستغانم، يوما دراسيا؛ تكريما للراحل حاج ملياني، بعنوان "تداول الكلمات في المتوسط، آفاق لغوية غير متزامنة".

وتهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء حول الخصائص اللغوية التي تميّز اللغات التي يتم التحدث بها في شمال إفريقيا، وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط​​، وإلى تبيان التطورات الحاصلة فيها، خاصة الكلمات الجديدة التي أضيفت إليها منذ زمن بعيد، والتي نجدها في الخطاب العادي، والأدبي، والخيالي، وفي وسائل الإعلام، علاوة على الاهتمام بالجانب الاجتماعي اللغوي لها، وهكذا سيتم الغوص في مجال قلّما جرى البحث فيه، وهو البحث التاريخي حول المعجم القديم الذي تتشكّل منه اللغات المستخدمة في هذه المنطقة الجغرافية رغم أهميته البالغة.

أما بالنسبة للغات الأصلية في المغرب العربي، فقد اقترضت بعض الكلمات من اللغات البونيقية، واللاتينية، والتركية، ولغات أخرى؛ مثل الفارسية، أو الإيطالية، والتي ماتزال حية إلى حد الساعة. كما تتضمن اللغة المنتجة في هذا الخطاب، آثارا لغوية لتمازج الشعوب فيما بينها، وللتواصل بين اللغات والثقافات التي حدثت هناك.  وحينما نتحدث عن منطقة البحر المتوسط فإن لوي جان كارفر يصفها بأنها عشٌّ للغات نظرا لاحتضانها لغات متنوعة.  

وبالمقابل، اهتم الباحثون في هذا المجال، بلغات استُعملت قديما في هذه المنطقة مثل فرانس عرب، والليبية. وقد تطلّب ذلك استخدام العديد من التخصصات ذات الصلة؛ مثل علم اللغة التاريخي، وعلم اللهجات، وعلم اللغة الاجتماعي، وحتى علم اللغة الاجتماعي الحضري، الذي اهتم كثيرا بعنصر المدينة التي تحتضن هذا المزيج من اللغات واللهجات، والتي عرفت تطورا خاصة في فترة الحكم العثماني؛ باعتبار أن المتوسط ملتقى الحضارات والثقافات المتنوعة.

وفي هذا السياق، نُشرت العديد من المقالات حول اللغات القديمة في مجلة روفي أفريكان (المجلة الإفريقية)، إلا أن قلة وحتى عدم الاهتمام بها يعود إلى عدة أسباب، من بينها غياب معاهد بحث حول اللغات القديمة والأصلية، وكذا الإشكاليات التي مسّت هذا الموضوع على مستوى دول المغرب العربي، خاصة بعد استقلالها، مثل المتعلقة بالهوية.