الفنان محمد عجايمي ينشد أشعاره في رمضان

تحية لقصبته في شهر التراث

تحية لقصبته في شهر التراث
  • القراءات: 1463
مريم. ن مريم. ن

أنشد الفنان الكبير محمد عجايمي في سهرة رمضانية عبر طلة تلفزيونية ساحرة، بعضا من شعره في الملحون، أهداه للجزائر، ومقاطع أخرى تغنّى فيها بمسقط رأسه حي القصبة العتيق، وذلك بمناسبة شهر التراث.

قد لا يعرف الكثيرون من محبي الفنان القدير محمد عجايمي، أنه شاعر متمكن، يكتب القصيد باحترافية بلغته العاصمية الراقية. ولعل البعض اكتشف ذلك في رمضان هذا؛ من خلال مشاركته ليس في مسلسل تلفزيوني كما جرت عليه العادة، بل من خلال قعدة رمضانية أنشد فيها الكثير من تراث مدينة الجزائر التي وُلد في قصبتها، وترعرع وتعلم فيها شتى القيم والمعاني والعادات والتقاليد الجميلة الراسخة.

بداية أهدى الفنان مقاطع جميلة بأداء مسرحي صرف للجزائر الوطن والانتماء والهوية والشموخ؛ حيث قال:

"ألف بوسة وألف تحية وباقات من الورد هدية

ومحبة غالية وسومها ثمين للعايلة الجزايرية لها كل ودي الأمين

لكم عزي والاحترام

وحبي الكبير على الدوام

معاكم نبرا من كل الآلام

من العاصمة حتى الحدود

يا ربي يحنن القلوب

وقدر يكتب المكتوب

ويطرد عن بلادنا كل الكروب".

وتحدّث الفنان عن الحي الذي ولد فيه؛ إنه القصبة التي تبقى في خياله، ليذكر كل درب وزنقة ومعلم، وذكرياته مع أقرانه؛ حيث كان يلعب وينطلق للحياة في مدينته البيضاء، وبدا متأثرا بأحاسيس مفرطة رغم صوته الصادح كعادته، وقال:

"عذروني يا حبابي ما تلوموني على هاذ الحال

هذا هو مكتابي والحب يذوّب الرجال

من حبها كثروا هوالي ما تزيدو على حالي

نحبها قبالي كيف ندير وسط لهوال

كيندير اذا توحشتها عاشق غير هي في البال

توحشت بلاد سيدي عبد الرحمن

زادت لقلبي وقوالي التنهيد

توحشت حومتي وكل الجيران

القصبة وسوسطارة وباب جديد

توحشت حومتي وين أنا تربيت

وجرات دمعتي كتفكرت زمان

تذكرت مسيد الشبيبة وين أنا قريت

حسراه على أيامي في سيدي رمضان

وفرحي مع ناسي واللي حبيت

مازال خاطري للحومة ولهان.

وُلد الفنان عجايمي عام 1945 بالقصبة. متحصل على شهادة في التعليم من جامعة بوزريعة. دخل إلى مدرسة الشبيبة الإسلامية التي كانت تشرف عليها جمعية العلماء المسلمين، وتحصل على الشهادة الابتدائية وكان في عمر 12 سنة تقريبا، ثم تابع الدراسة في مدرسة الناصرية. وبعد الاستقلال دخل إلى مدرسة المعلمين ببوزريعة، وهكذا إلى أن أصبح معلما متصلا بالمسرح التربوي بوزارة التربية الوطنية، وكان ذلك ما بين 1964 و1969.

كما ارتبط الفنان بالمسلسلات التاريخية؛ حيث قدم ما لا يقل عن 25 شخصية من التاريخ الإسلامي والجزائري، وهو يملك مقدرة كبيرة في هذا النوع من الأدوار التي تحتاج إلى مقومات فسيولوجية وصوت جهوري وتحكم في اللغة، وهي مواصفات توفرت لدى عجايمي

وهذا النجاح في مجال الأعمال التاريخية لم يبعده في السنوات الأخيرة، عن تجسيد الأدوار الاجتماعية بنجاح، فسجل ما لا يقل عن 50 دورا في أعمال تلفزيونية وسينمائية، فضلا عن أدوار كثيرة في تمثيليات إذاعية. وتُوجت أعماله بجوائز في عدة مناسبات. كما كانت له تجارب خارج الوطن، وعُرضت بعض أعماله بدول عربية كالأردن والعراق، وله حضور مميز في مجال الأوبرا.