طباعة هذه الصفحة

بعدما تم استرجاعه مؤخرا

تحويل الخزنة "بسيدي داود إلى معلم تذكاري

تحويل الخزنة "بسيدي داود إلى معلم تذكاري
  • القراءات: 881

تمّ استرجاع مركز التعذيب والاستنطاق الشهير بـ "الخزنة" بسيدي داود، شرق بومرداس، مؤخرا، وتحويله إلى معلم تذكاري، وذلك بعدما استفاد من عمليات إعادة تهيئة وترميم وتثمين، حسبما أفادت به مديرة المجاهدين، حبيبة بوطرفة التي قالت في تصريح لـ«وأج" إنّه "تم في إطار إعادة الاعتبار للمعالم التاريخية الخاصة بثورة التحرير الكبرى، استرجاع مركز التعذيب والاستنطاق ـ الخزنة ـ بسيدي داود وتحويله إلى معلم تذكاري، بعدما استفاد من عمليات إعادة التهيئة والترميم والتثمين ضمن برنامج القطاع الخاص بتصنيف والحفاظ على الذاكرة الوطنية لتبقى شاهدة على مر الأجيال".

حسب عدد من شهادات مجاهدي المنطقة، فإنّ هذا المبنى أو الزنزانة الجماعية الكروية الشكل، عبارة عن خزان ماء يعلو سطح الأرض بحوالي متر ونصف وقطره 5 أمتار وارتفاعه حوالي مترين بقدرة استيعاب تصل إلى نحو 70 شخصا، كان بجانبه إبان الحقبة الاستعمارية ثكنة عسكرية تابعة للمحتل متخصصة في الاستنطاق والتعذيب وقتل المجاهدين ودفنهم بالقرب من الخزان.

وأنجز هذا المركز الذي حول استعماله من خزان مائي لتمويل المعمرين بالمنطقة إلى زنزانة جماعية بعد إنجاز خزان جديد، استنادا إلى نفس الشهادات، مع اندلاع ثورة التحرير سنة 1954 في إطار مجابهة والقضاء على الثورة التحريرية.

من جهة أخرى، وفي نفس إطار الحفاظ على الذاكرة التاريخية بالولاية، ذكرت مديرة المجاهدين بأنه تم إحصاء عبر الولاية 42 معلما تاريخيا متعلقا بثورة التحرير الكبرى (1954-1962)، معظمها في حاجة إلى إعادة تهيئة وتثمين بعدما تضررت بفعل الزمن وزلزال 21 ماي 2003، لتبقى كمعالم شاهدة على تلك الحقبة التاريخية.

وتتمثل أهم هذه المعالم التاريخية التي يجري استرجاعها ثم جردها ضمن سجل الممتلكات الثقافية للولاية بالتعاون مع البلديات المعنية، استنادا إلى نفس المصدر في مراكز تعذيب وسجون في مختلف الأحجام ومراكز استنطاق ومحتشدات ومراكز تجميع الأهالي وأبراج مراقبة ومستشفيات.

كما يجري حاليا العمل ضمن نفس إطار الحفاظ على الذاكرة التاريخية بالولاية ـ تضيف السيدة بوطرفة ـ لتحويل معتقل التعذيب والاستنطاق المشهور باسم "حوش قوتي" ببلدية سوق الحد - غرب مقر الولاية - إلى معلم تذكاري بعد إعادة تهيئته وترميمه عقب ترحيل وإعادة إسكان نحو 30 عائلة تستغل حاليا مبانيه المختلفة منذ عدة سنوات.

ولا تزال بعض معالم هذا المبنى الذي لم يصنف إلى حد اليوم بسبب شغله من طرف هذه العائلات، خاصة حجراته الإسمنتية المغلقة التي حولت من حفظ وإنتاج الخمور إلى زنزانات رهيبة، حية وشاهدة إلى اليوم على وحشية ممارسات عساكر فرنسا تجاه من رفعوا السلاح في وجهه من أجل استرجاع الحرية.

ويعود تاريخ إنشاء هذا المركز الذي يحاذي الطريق الوطني رقم 5 الرابط ما بين شرق ووسط البلاد، حسب شهادة عدد من المجاهدين ممن عايشوا هذه الفترة التاريخية المؤلمة، إلى سنة 1956 ويتسع إلى 200 معتقل ومساحته لا تقل عن 5 آلاف متر مربع.