صدور "الهوية الجمالية للرواية العربية"

تحولات ضمن نسق المتغير التاريخي

تحولات ضمن نسق المتغير التاريخي
كتاب "الهوية الجمالية للرواية العربية ـ رؤية ما بعد استعمارية" لشهلا العجيلي
  • القراءات: 700

صدر كتاب "الهوية الجمالية للرواية العربية ـ رؤية ما بعد استعمارية" لشهلا العجيلي، مؤخرا، تدرس فيه الرواية العربية في علاقتها بالتحولات الاجتماعية الثقافية، التي صنعت هويتها الجمالية، منذ نشأتها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إلى مرحلة الحراكات السياسية الاجتماعية، التي حدثت في البنية الاجتماعية العربية في العقد الثاني من الألفية الجديدة، من منظار دراسات ما بعد الاستعمار.

تشير الكاتبة إلى أن الرواية هي الشكل الفني الذي عبر عن التلاقح المعرفي الذي نشأ عن صدام وعيين جماليين مختلفين، عربي وأوروبي، أفضى في ما بعد التنوير، إلى التخلي عن الوعي القديم التراثي النهضوي، واختيار الشكل الفني الأوروبي الجديد، حيث المغايرة تبدأ عنيفة في مراحل الثورة على الوعي الجمالي الأقدم، فقد جاءت النصوص المبكرة تحاول قطيعة معرفية مع القديم، وتستسلم لوعي الحداثة الجديد، لكنها شيئا فشيئا، بدأت تقترب من أسئلة مجتمعها العربي، وتستفيد من تراثه السردي المتعلق بالثقافتين العالمة وغير العالمة، وتوظف كلا من السمات الأنثروبولوجية للنسق وما تحت الأدبي فيه، في هذا الشكل الروائي الجديد.

هكذا سارت المغامرة الجمالية للرواية في خط مواز للمغامرة الاجتماعية، فتحولت الرواية العربية من مغامرة جمالية إلى تجربة تملك الخبرة الجمالية، ويمكن الاحتكام إليها، إذ صارت نماذجها الجمالية معيارية، وصارت بنية دالة على ذاتها، وطالت المسافة الجمالية فيها، بتمايز التجربة الاجتماعية، وبنضج النماذج الجمالية، أي بما يسمى قوة التمييز الجمالي، وقد تركت وراءها صراعات التأصيل والتغريب، وبذلك تكون هذه التجربة الجمالية قد تحولت إلى عنصر في عملية الحياة ذاتها، ثم يدرس الكتاب الخصائص الجمالية للرواية العربية، بوصفها منتجا ما بعد استعماري، شكلت الهوية عاملا رئيسا في صناعة تاريخه، وأن مجموعة الحكايات التي تكون مادة النص الروائي، تصير أدلوجة للنسق الثقافي، يتحكم بها موقع الراوي، ولغته، ورؤيته السردية، حيث يصير النص بديلا للجغرافيا المفقودة أو الجغرافيا الحلم، التي ترجوها نصوص الحراكات الثورية الأخيرة.

يقدم الكتاب أيضا، النص الروائي في علاقته مع المجتمعات العربية في تحولها السريع بعد الحراك، وتتمحور هذه المجتمعات الجديدة، حول الذات ضد التجربة الجماعية للعالم، وأداتها الرئيسية هي التكنولوجيا، لتشكل تاريخها وهويتها الجديدة، ويقسم الكتاب إلى خمسة فصول، ويقع في مئتين وخمسين صفحة.