وضعية كارثية لبناية مقر ولاية وهران القديم

تحفة معمارية وتاريخية مهددة بالزوال

تحفة معمارية وتاريخية مهددة بالزوال
  • 796
رضوان. ق رضوان. ق

تعيش البناية القديمة لمقر ولاية وهران التي ترجع إلى الفترة الاستعمارية وتُعد من الشواهد التاريخية والعمرانية للباهية، تعيش حالة كارثية جراء تعرضها للإهمال منذ سنوات وانهيارات عديدة داخل البناية، كان آخرها انهيار شبه كلي لجدارية المدخل الرئيس للبناية، وانتشار النفايات بعد توقف أشغال ترميم البناية منذ أكثر من 7 سنوات.

وجّه أعيان حي سيدي الهواري العتيق، نداء استغاثة إلى والي وهران مسعود جاري للتدخل وإنقاذ البناية القديمة لولاية وهران، التي تُعد من التحف المعمارية الشاهدة على تاريخ المدينة، خاصة أنها تضم النقطة الكيلومترية صفر، والتي تحتسب منها كامل المسافات نحو باقي الولايات، ويعود بناؤها إلى آواخر القرن التاسع عشر 1886؛ حيث احتضنت أول مقر لحاكم منطقة وهران عبر سنوات، لتتحول إلى نقطة سوداء، تُرمى فيها النفايات والردوم، مع تسجيل عدة انهيارات بالبناية، خاصة داخل أسفل البناية، كان آخرها تعرض جدارية المدخل للانهيار كاملا؛ في مشهد لا يليق بصرح تاريخي يقع ضمن منطقة مصنفة كمحمية تاريخية، طبقا للقانون.

وحسب السيد بلقاسم بن عمار (من قدماء الحي وممثل السكان)، فإن المنظر الذي تعرفه البناية غير لائق، ولا يمثل الجهود المبذولة من طرف السلطات للحفاظ على المعالم التاريخية لمنطقة سيدي الهواري، موضحا أن البناية تاريخية، وتضم تحفا مصنفة ضمن المنطقة التاريخية لمنطقة سيدي الهواري، مضيفا أن البناية تم إغلاقها في ثمانينيات القرن الماضي، لتبقى مهملة وعرضة للسرقات والاعتداءات، إلى غاية فتح جزء منها كمقرات تابعة لبلدية وهران، غير أنه سرعان ما تم إعادة إغلاقها، لتقرر السلطات بعدها تحويلها إلى متحف بحري لاستقطاب السياح، وسبقها قرار ترميم البناية بالكامل، حيث شرعت شركة إسبانية في عملية الترميم التي طالت أجزاء من البناية، غير أنه بعد حوالي سنة، توقفت الأشغال، وانسحبت المقاولة من البناية تاركة النوافذ بلا حماية، خاصة أسفل البناية التي تتسرب منها الأمطار، فضلا عن بقاء حاجز الحماية الذي لايزال شاهدا على التهميش الذي طال البناية. وأكد المتحدث أن السلطات مطالبة بتدخل فوري لحماية المعلم.

ووقفت "المساء" بالمنطقة على لوحة إشهارية للبطاقة التقنية للمشروع، توضح أن متابعة الأشغال كُلفت بها مديرية الري والموارد المائية، فيما كلفت شركة إسبانية بالأشغال لتحويل مقر الولاية السابق إلى متحف بحري، في وقت انتشرت النفايات بباحة المعلم التاريخي بكميات كبيرة مع انتشار الأكياس البلاستيكية والمخلفات، خاصة أن المعلم متواجد بواجهة حي سيدي الهواري، ويطل على شارع "خديم مصطفى" وساحة "الجمهورية"، في وقت كشف مصدر من البلدية، عن أن أعوان النظافة لم يتمكنوا من دخول البناية أو باحتها لتنظيف المخلفات بسبب إغلاق الأبواب وانتشار النفايات؛ إذ لا يمكن دخول ملكية عمومية مغلقة، مطالبا بفتح الأبواب لتنظيف كامل المنطقة.