أسفار جمال الغيطاني تعود للساحة الأدبية

تجليات وشروحات لهوامش التاريخ

تجليات وشروحات لهوامش التاريخ
  • 604
ق. ث ق. ث

قررت الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر، اختيار الأديب جمال الغيطاني، ليحمل اسم الدورة المقبلة رقم 36 من المؤتمر اسمه، ويصبح الشخصية العامة للمؤتمر، باعتباره أحد المراسلين الحربيين الذين شاركوا في حرب أكتوبر المجيدة، وصاحب واحد من أشهر الأعمال التي تناولت الحرب، وهي حكايات الغريب.

جمال الغيطاني، من مواليد 9 ماي 1945، توفي في 18 أكتوبر 2015، روائي وصحفي مصري ورئيس تحرير صحيفة "أخبار الأدب" المصرية، وصف بأنه صاحب مشروع روائي فريد، استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالما روائيا عجيبا، يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجا، وحملت عدد من كتبه عنوان الأسفار.

هذا الكتاب الذي يحوي تجلياته وما تخللها من أسفار ومواقف وأحوال ومقامات ورؤى، وهو كتاب يحكي من أسرار الحياة قدرا عظيما، أنه عمل أدبي مهم، يستخدم فيه الكاتب أسلوبا له مذاق خاص، جاءت قبل أن تخلق أشجار الكرم.

جاء في كتاب الغيطاني، أن المفتاح السحري في كتابة الرحلات، لا يكمن في إجادة وصف الديار والأنهار والجبال والوديان والسهول، ولا في الحديث عن اختلاف العادات والتقاليد بين المجتمعات المختلفة، وما يشبه الأساطير في تصوير غوامض المدن، بل يكمن في هذه اللغة البديعة، أو بالأصح، الطقس اللغوي المتميز الذي لا يخلو من عفوية، وهو ما يتمثل في كل ما كتبه جمال الغيطاني عن رحلاته العربية والشرقية والغربية، وعن هروبه المتعمد من شروح الدليل وإرشاداته إلى الكنوز التي تخفى عنه.

سفر البنيان سلسلة حكايات، أبطالها أبنية وبناؤون ولحظات حاسمة في تاريخ مصر العمراني، أو تاريخ الغيطاني الذاتي، تتخللها ومضات قصيرة، يشرح فيها الغيطاني مصطلحات معمارية بتعبير رمزي ونفس صوفي، يرى الشيء وانعكاسه ويفتش عن المعنى ونقيضه.

تدور معظم الحكايات التي يسردها الغيطاني من هذا المنطلق ـ وفي ظني أن هاجس الموت ولغز العالم الأخروي، ومسألة الفناء والخلاء، من القضايا التي لم تلح عليه بهذه القوة وبهذا العمق، اللذين لا يُعرفان في أدبنا المصري المعاصر إلا تأثرا بتجربته المرضية، التي تأرجح فيها بين عتبتي الموت والحياة، وبوابتي الوجود والعدم.