اختتام «برنامج دعم حماية وتثمين التراث الثقافي في الجزائر»

تجربة رائدة قابلة للاستمرار

تجربة رائدة قابلة للاستمرار
  • القراءات: 1013
مريم. ن مريم. ن

احتضن المركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال»، أمس،  فعاليات اختتام «برنامج دعم حماية وتثمين التراث الثقافي في الجزائر»، حيث تم استعراض النتائج المحقّقة طيلة 5 سنوات عمل وتعاون مع الاتحاد الأوروبي، مع التأكيد أنّ هذا البرنامج الذي ينتهي في جويلية 2019، تستمر تجربته الرائدة للوصول إلى تثمين وجرد وتفعيل التراث الوطني المادي وغير المادي.

في كلمتها الترحيبية، ثمّنت السيدة مريم مرداسي وزيرة الثقافة مشروع الشراكة مع الاتحاد الأوروبي الخاص بحماية وتثمين التراث الثقافي في الجزائر، والمشاريع الهامة التي تحققت طيلة 5 سنوات، مع تبني فكرة إدراج التراث الثقافي في خدمة التنمية الاقتصادية، حيث أشارت إلى أن التراث ليس استعراضا للماضي فقط بل هو مورد للثروة ومحرك للسياحة والاستثمارات، كما استعرضت الوزيرة تجربة التعاون مع وزارة التكوين المهني التي استحدثت اختصاصات لها علاقة مباشرة بالتراث الثقافي، مؤكدة أنّ 70 من المائة من هذا البرنامج تحقّق لكن تبقى مشاريع أخرى مهمة متعطّلة لأسباب عدة ومنها مشروع ترميم القصبة وضريح إمدغاسن.

كما أشارت الوزيرة في لقاء صحفي على هامش الأشغال إلى النتائج المحققة منها العمل مع المجتمع المدني والمجسد في التعاون مع 17 جمعية مختصة في التراث من 12 ولاية، قدموا مشاريعهم بمرافقة الفاعلين في البرنامج وقد جسدت ميدانيا، وستعمم التجربة في ولايات أخرى، وقد حثت كل شرائح المجتمع للانخراط في حماية وتثمين التراث، ونوهت بما تحقق منه إدراج التراث في مادتين بمنهج التكوين المهني كان ثمرة الشراكة بين وزارتها ووزارة التكوين المهني، ووعدت بمواصلة تجسيد هذا البرنامج على أرض الواقع.

من جانبه، أشار سفير الاتحاد الأوروبي بالجزائر السيد جون أورورك، إلى أهمية هذه الشراكة على كل المستويات وإلى ضرورة تفعيلها مستعرضا ما تحقق خاصة في مجال التكوين وكذا ترميم بعض المصنفات الفنية وبنك معلومات عن محمد راسم وغيرها.

كما توقف السيد علي مقراني ممثل وزارة الخارجية عند تجربة الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن هذا البرنامج يحمل بعدا متوسطيا ويتماشى مع مجهودات الجزائر في هذا المجال الثقافي ذي البعد الاقتصادي، كما أنه مسّ عدة ولايات وجلب الشباب للتكوين والانخراط في التراث، علما أنّ الاتفاقية أمضيت بين الاتحاد الأوروبي سنة 2012 وانطلقت في 2014 بميزانية 24 مليون أورو، وتكوّن في وزارة الثقافة لوحدها 130 إطارا، كما شملت المجتمع المدني.

كما تحدث السيد مراد بوتفليقة رئيس لجنة التنظيم لـ»المساء» عن أهمية التراث في التنمية الوطنية، ما يتطلّب المزيد من التوعية والتحسيس، مذكّرا أنّ برنامج الاتحاد الأوروبي اعتمد على بعض المحاور الأساسية منها جرد الممتلكات الثقافية، ونقل الخبرة الفنية والمناهج البيداغوجية ضمن المقاييس الدولية، والهدف كان نقل المهارات والنظم ووضع الآليات المنهجية خاصة في مجال الجرد وهو هدف تم بلوغه.

ومن المحاور لهذا البرنامج هو إدراج الجرد المبني (المؤسس) في منهج رقمي لم يكن من قبل هدفا استراتيجيا، علما أن من دونه لا يكون هناك جرد، وهناك أيضا محور تكوين الخبراء والمكوّنين وإخضاع كل الفاعلين في التراث الثقافي لتكوين دائم، مع الاهتمام بالمجتمع المدني حيث أن الدولة وحدها لا يمكنها فعل كل شيء، وبالتالي تشجيع الشباب والجمعيات.

التقت «المساء» أيضا مع السيد أحمد شريفي رئيس جمعية «كاسروم للآثار» بالشلف، حيث استعرض تجربته في مجال التراث من خلال تثمين 20 موقعا أثريا وقد صنفت 3 مواقع ذات حقب تاريخية مختلفة منها قصبة تنس ومدينة تاوقريت، واستفاد من برنامج التكوين وبدوره أصبح يكوّن الجمعيات المحلية لتقدم مشاريعها لكسب الدعم.