زقـاي ضيفة ”بيت الشعر”

تثمين مشروع ”المسرح المدرسي”

تثمين مشروع ”المسرح المدرسي”
البروفيسور جميلة مصطفى زقاي
  • القراءات: 973
لطيفة داريب لطيفة داريب

عرف مشروع المسرح المدرسي للدكتورة جميلة مصطفى زقاي، النور في دولة الإمارات مع إدخال بعض التعديلات من طرف المختصين، في حين ما زال مجرد حبر على ورق بالنسبة للجزائر، وفي هذا السياق، حدث تواصل بين الباحثة ومكتب الشعر بالعاصمة، للإسراع في تحقيقه ولن يتأتى ذلك إلا بالتوافق بين وزارتيّ الثقافة والتربية.

نزلت الباحثة والدكتورة جميلة مصطفى زقاي، ضيفة على بيت الشعر أوّل أمس، بمكتبة قصر الثقافة مفدي زكريا، بغية الحديث عن مشروعها المتعلق بالمسرح المدرسي، وفي هذا السياق، قالت إنّها وضعت الخطوط العريضة إضافة إلى التفاصيل للمشروع الذي لم يلق في الماضي، آذانا صاغية في الجزائر، في حين استقبل على المستوى العربي، ومن ثم، تم صقله وتطوير بعض أركانه من طرف مختصين، ليصبح جاهزا في ست أدلة صالحة للتطبيق لجميع الأطوار التعليمية، أي من الروضة إلى الجامعة، مع الأخذ بعين الاعتبار لخصوصيات كل مرحلة.

وتحدثت الباحثة عن بداية مشروعها هذا الذي فكرت في إنجازه منذ أن كانت أستاذة في التعليم الثانوي، حيث شرعت في تقديم قواعد اللغة العربية في شكل موسيقي ومسرحي، لتصل الرسالة إلى الطلبة بشكل أفضل بكثير من الطرق الاعتيادية. ورغم نجاح سياستها التربوية هذه، إلاّ أنّ إلحاح الدكتورة على أن يكون للمسرح هامته في المؤسسات التعليمية، جعلها تصبو بكل قوة إلى إن يكون مادة في المنهاج الدراسي، أو أن يدمج في مادة التربية الفنية، رفقة الرسم والموسيقى، وفي هذا قالت إنّها قامت بأول خطوة بتحديد المصطلحات، متسائلة هل هو مسرح حكر على المدرسة؟ أم يمكن أن يخرج إلى فضاءات مفتوحة؟، لتنتقل إلى تعريف المسرح المدرسي الذي قالت إنه نشاط تربوي وتعليمي وثقافي وفني، منطلقه المدرسة، وليس حكرا عليها، أما عن غاياته، فهي معرفية ومهارية ووجدانية، يفضي إلى أشكال تعبيرية متعددة.

أما الخطوة الثانية، فتتمثل في تكوين الأساتذة الذين ستوكل لهم مهمة تدريس مادة المسرح، مضيفة أنّه يمكن الاستعانة بخريجي الجامعات، فرع المسرح. كما نوّهت بفضائل تدريس المسرح في المدرسة، كتنمية مدركات الطفل الحسية والمعرفية والفكرية، عبر أساليب ترفيهية وتربوية وتلعيبية، وهذا منذ الروضة، حيث وضعت في دليلها، تفاصيل الألعاب التي يقوم بها الأطفال في تلك المرحلة العمرية، أي من أربع إلى ست سنوات، وذكرت أيضا أهميتها في تربيتهم وتوعيتهم، مؤكّدة أهمية أن يكون المسرح وسيلة للعب بالدرجة الأولى، فليس علينا أن نزيد من ثقل كاهل الطفل الغارق في المنهاج الدراسي المكثف. وأضافت المحاضرة أنّ المسرح ينمي الذائقة الفنية للطفل ويشكّل متنفسا له وحتى معالجا لصعوبات قد تصيبه خلال طفولته كالخجل الشديد والخوف من التواصل مع الغير، وهكذا سيتشكل لدينا جمهور محب للفن الرابع وواثق من نفسه ومشيد لبلده، معتبرة أنه ليس من هدف مشروع المسرح الدراسي، تشكيل جيل من الفنانين، بل لجيل من الشباب الواثق من نفسه والذي يشق طريق حياته بكل قوة وإصرار.

كما دعت المتحدثة إلى الانصات للطفل وعدم التحلي بالطفولة الرجولية، اي كتابة نصوص قد تفوق الطفل، وطالبت أيضا كل من يمكن له أن يقدم إضافات أو حتى تصويبات لمشروعها المسرحي، أن يتقدم إلى بيت الشعر، وهذا رغم جاهزية الدليل الذي يهتم بكل المراحل العمرية للمتمدرس، والذي تطبقه حاليا دولة الإمارات التي فتحت أبوابها لتكوين 50 معلما من كل بلد في مجال المسرح المدرسي، إلا أن الجزائر لم ترغب في المشاركة، وفي هذا قالت إنّها تدعو إلى تجريب مشروعها المتشكل من ست أدلة، في مدرسة نموذجية ومن ثم توسيعه إلى باقي المدارس، مع التأكيد على عدم خضوع التلاميذ الراغبين في دراسة المسرح إلى امتحانات، في بداية تجسيد هذا المشروع.من جهته، رحب الأمين العام لجمعية بيت الشعر، الدكتور عاشور فني بمشروع المسرح المدرسي وأكّد سعي كلّ أعضاء الجمعية لتحقيقه، مضيفا أنه لأوّل مرة يتم استضافة مختصة في المسرح في هذا النشاط، رغم ترابط الشعر بالمسرح ورغم أيضا مشاركة (بيت الشعر) في العديد من الفعاليات التي نظمها المسرح الوطني.

وواصل عاشور فني حديثه عن هذا المشروع فقال إنّه يفكّر رفقة أعضاء البيت في تنظيم مهرجانات حول المسرح المدرسي ومن ثم مسابقات، وهذا للتأكيد على أهمية الفن الرابع في مجتمعنا، كما تطرق إلى أهمية تكوين الأساتذة لتدريس المسرح ولم لا تدريس الفن الرابع في المدارس العليا للأساتذة مثل حال الموسيقى، وكذا إدماج المجتمع المدني في تجسيد هذا المشروع مثل الجمعيات والتعاونيات.