«شايب دزاير» تعرض برنامج موسمها الجديد

تثمين للمعرفة وإطلاق لحرية الرأي

تثمين للمعرفة وإطلاق لحرية الرأي
  • القراءات: 790
مريم.ن مريم.ن

كشفت مكتبة «شايب دزاير» أول أمس، عن برنامجها الخاص بالموسم الجديد، والمتضمن العديد من اللقاءات الأدبية والفكرية والتكريمات وإحياء بعض المناسبات، خاصة الوطنية منها والثقافية. كما تصر هذه المكتبة الكائنة بوسط العاصمة على الاحتفاظ بالسمعة التي اكتسبتها خلال المواسم الفارطة، وعلى أن تكون فضاء رحبا للفكر الحر والإبداع والتنوع والانفتاح نحو العالم، وكذا السعي إلى تثمين التراث من خلال قراءات معمقة وعلمية.

أشار السيد صخري سيد علي المكلف بتنشيط هذا الفضاء الذي اكتسب سمعة لدى الجمهور، خلال ندوة عقدها أول أمس بمقر مكتبة «شايب دزاير»، إلى أنّ البرنامج الخاص بموسم 2017- 2018 سينطلق هذا الأسبوع، وستكون كالعادة حصة الأسد للكتاب، لذلك سيفتتح البرنامج بعرض كتاب «مقلة العين» لرياض حدير الصادر عن المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، ويتناول حياة أطفال غداة الثورة وعدد من الشخصيات وكيف كانت تفاصيل يومياتهم، بما فيها من أحلام وفطرة نقية. وهناك أيضا كتاب «القطيعة» للكاتب تومي الذي سيعرض لتعم الفائدة والمتعة. هذا الكتاب يروي قصة رجل جزائري عاش خلال فترة من حياته في إحدى دول أوروبا الشرقية،  وعاش هناك تجربة إنسانية رائعة من خلال علاقة حب وأيضا من خلال أحداث أخرى تتشعب لتصور تجربة جميلة بقيت في الذاكرة، هذان الكتابان اللذان سيقدّمان الأسبوع القادم سيرافقهما أصحابهما لتعم الفائدة، علما أنّ السيد صخري قرأهما خلال عطلة الصيف وتحمس لهما، وأعجب بمحتواهما ومستواهما، لذلك قرر برمجتهما.

بالنسبة لحضور الثقافتين العربية والإسلامية في هذا الفضاء، أكد السيد صخري أن برنامجا ثريا سطر لهما قصد إحياء هذا التراث وإعادة قراءته، وسيتم عرض على الأقل 15 نصا من أمهات كتب التراث، منها المثناوي وكليلة ودمنة وألف ليلة وليلة، قصد تعريفها لعموم الجمهور المتوافد، مع وقفة خاصة بالمصطلحات، وترجمتها، خاصة أن الغرب الذي كان سباقا في الاهتمام بهذا التراث لم يبلغ الترجمة الدقيقة لها، منها مثلا «الترجمان» و»العشق» و»الفتنة» وغيرها من مئات المصطلحات، مما أثر على عملية تحليل النصوص.

ودائما فيما يتعلق بالثقافة العربية الإسلامية، سيتم تقديم أكبر الأسماء فيها، خاصة في مجال الفلسفة والأدب، على غرار ابن رشد وابن سينا وكذا الأمير عبد القادر، ثم يمتد الاهتمام إلى ثقافات روحية أخرى عبر العالم من باب الانفتاح على ثقافات أخرى، وهو أمر تميزت به الثقافة الإسلامية فيما مضى وكانت مقتنعة بذاتها ولا يخيفها الآخر، كما يشمل الاهتمام مذاهب ومعتقدات أخرى وسيناقشها مختصون أكفاء ومتفتحون، هدفهم خدمة الإسلام وإيضاح صورته النيرة.

من المواضيع المقترحة أيضا، جولة إلى بلاد الجزائر وتخص استعراض مختلف مدن ومناطق الجزائر الحبيبة، ترصد العمران والتقاليد والتاريخ وحتى الطرائف، يؤطرها مؤرخون وستكون البداية مع المؤرخ عدّة الذي سينطلق من مدينته سيدي بلعباس، وقد قال حين عودته مؤخرا من الولايات المتحدة «وجدت الجزائر أجمل» من فرط حبه لها، وستلي بلعباس ولاية عنابة، وسيخصص مجال للحديث عن أحياء العاصمة، ثم مواضيع أخرى ثقافية واجتماعية، منها مثلا المناهج التربوية وقضايا الصحة العامة وغيرها.

اعتبر السيد صخري دور الجمهور في البرنامج أولوية، إذ له سلطة الاقتراح، قصد الإثراء والتبادل، ومنه التفاعل وتعميم الفائدة، وقد وصف فضاء «شايب الدزاير» بالجامعة الشعبية التي تفتح أبواب المعرفة لعامة الجمهور دون أي استثناء.

للإشارة، سيتم استقبال ضيوف مبدعين من جيل الشباب وبلغات متعددة وسينال كل مبدع حظه من الظهور. وفي السياق، أشار المتحدث إلى أنه سيستضيف أساتذة وخبراء من اختصاصات مختلفة، منها علم الاجتماع، كتبوا عن رواد هذا العلم منهم فوكو وبوريو، وستتم أيضا استضافة «أصحاب المهن والوظائف» لتعميم فائدة التجارب من مهندسين وأطباء وصيادلة ومدرسين وبائعين، مع تثمين ذلك بحضور مؤرخين.

مواضيع أخرى كثيرة ستكون حاضرة من بينها، وكالعادة، الجانب التاريخي، وبالمناسبة ستتم استضافة البروفيسور مصطفى خياطي للحديث عن التحاق طلبة الثانويات بالثورة، كما ستتواصل سلسلة الشهادات التاريخية من الذين عاشوا تفاصيل النضال وكتبوا عنه.

في الأخير فتح النقاش مع الجمهور الذي بدا متحمسا ومقترحا للعديد من الأفكار، منها إصدار مجلة خاصة بهذا الفضاء، ومنهم من دعا إلى تثمين تراثنا وإعادة قراءته وتقديمه للأجيال.