المركز الإسلامي يحيي ذكرى بدر و"يوم الأرض" الفلسطيني

تثمين لجلسات السماع وبرامج رمضانية مكثفة

تثمين لجلسات السماع وبرامج رمضانية مكثفة
  • القراءات: 1099
مريم. ن مريم. ن

أحيا المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة، مؤخرا، مناسبتي غزوة الكبرى ويوم الأرض الفلسطيني، من خلال مجلس سماع نشّطه الأستاذ عبد الرحمن بسكر (إمام أستاذ رئيسي بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف)، حيث قرأ على الحضور مختارات من كتابي "مورد الظمآن (أربعون حديثا في شهر رمضان)" و"الأحاديث الأربعون في ذمّ اليهود"، مع تثمين طريقة السماع في التعلّم التي هي من صميم تراثنا.

قرأ الشيخ جانبا من "مورد الظّمآن أربعون حديثا في شهر رمضان" لجامعه الشيخ أبي عامر محب الدين علي بن تقي المصري، وكلّها من الصّحيحينِ، مرتبة ترتيبا حسنا، مبتدِئا بالنية والفضائل ثم العشر وما يكون فيها من اعتكاف وليلة القدر، وأعقبها الشيخ الجامع بما يختتم به الشّهر من زكاة وصلاة عيد، وكان ختامها الاستغفار، وقد حذف الجامع (أي الشيخ المصري) أسانيدها تيسيرا على من أراد حفظها، كما ذيلها بتعليقات خفيفة، ونقحها بإشارات لطيفة، وحلاها بلطائف أقوال أهل العلم، تقريبا لمعناها، وتوضيحا للمراد منها، فازدان روضها وفاح عبيرها وأتت بحول الله وقدرته موردا للظّمآن.

كما قرأ الشيخ بسكر ما كتبه الشيخ الغامدي عن هذا الكتاب وهو أنه كتاب جامع مانع مثله مثل غيره من الكتب العلمية التي كتبها المؤلف ضمن الأجزاء الأربعينية حيث زادها تحقيقا وتحريرا، وكتاب "مورد الظّمآن أربعون حديثا في شهر رمضان" هو حسب الغامدي- كما قرأ الشيخ عبد الرحمن في هذا المجمع طراز آخر في الجمع والانتقاء والتحقيق حيث ضمنه درر الأحاديث وغرر الفوائد العلمية مع الوصاية بقراءته خاصة للطلبة.

محطات للعبرة ولشحن الروح والوجدان

الكتاب الثاني كان بعنوان "الأحاديث الأربعون في ذمّ اليهود" لجهاد العايش ويحمل جملة من الأحاديث الصحيحة والصريحة تحذيرا للأمة، وهذا الموضوع لم يسبق في سلسلة الأربعينات وهو تبسيط واختصار للأبواب الكثيرة والمتناثرة في كتب السنة التي تناولت هذا الموضوع.

على هامش اللقاء، أكد الأستاذ بسكر لـ"المساء" أنّ الفعالية تندرج في إطار إحياء ذكرى غزوة بدر في 17 رمضان وكذا ذكرى يوم الأرض الموافقة لـ30 مارس من كل عام منذ سنة 1976، حينما انتفض الفلسطينيون ضدّ قانون مصادرة أراضيهم، وقال أيضا إنّ اختيار هذين الكتابين لأنّهما يمثلان مختارات من الأحاديث في هذين الموضوعين وليسا شاملين مثلا كالأربعين النووية، كما أنّ المؤلفين اختارا الأحاديث الصحيحة (بخاري ومسلم) وأضاف "هذه الجلسة هي جلسة سماع وهي مجلس للعلم تلفها البركة وتسعى مع غيرها من الجلسات لحفظ العلم من الضياع ولبقاء السند (من فلان عن فلان وصولا للمصدر) وهي طريقة لا توجد إلاّ عند المسلمين، وقد يضيع الكتاب أو المدرسة كبنيان لكن العلم المحفوظ يبقى في العقول والصدور، أما عن هتين المناسبتين اللتان أحياهما المجلس فهي محطات للعبرة ولشحن الروح والوجدان".

من جانبه، أكد الأستاذ الشيخ فلاح ناصر إطار بالمركز لـ"المساء" إنّ هاتين المناسبتين لهما امتداد في الراهن المعيش وما يعانيه أهل فلسطين من ويلات أمام العالم وإذا كان فيما مضى قانون مصادرة الأرض فاليوم هناك الفيتو الذي يحرم أهل فلسطين من أرضهم.

كما أكّد المتحدّث أنّ المحاضر يقوم بعد الانتهاء من قراءته بإعطاء الجمهور الحاضر على اختلاف مستوياته العلمية والعمرية "إجازة سماع" ممضية تقديرا لهم وتثمينا لتراثنا الذي حافظ على السماع في التحصيل العلمي، زد على ذلك فإن المركز ينظم، حسبه، كلّ اثنين وخميس مسابقة "مصحف لكل طفل" وكذا دروسا في القصص القرآني والنبوي وفي الأسرة المسلمة.

التقت "المساء" أيضا بالأستاذة هاجر مازو رئيسة مكتب النشاط الثقافي وتنظيم الملتقيات بالمركز، التي أعطت تفاصيل عن برنامج المركز خلال الشهر الفضيل سواء من خلال موقعه الالكتروني أو من خلال النشاطات المقامة بمقره بشارع علي بومنجل وسط العاصمة، ومن بين ما قدّم هناك السلاسل الرمضانية ذات الرقي في الطرح والمعنى بعضها يعالج واقع المسلمين في شهر البركة كـ"البيت المسلم في رمضان" مع الشيخ عزوز مفتاح، وكذا سلسلة "من القصص النبوي" للأستاذ نور الدين بوحسون و«القصص القرآني" مع الدكتور نبيل صبري من جامعة الجزائر1مع إطلاق مسابقة رمضان الوطنية في طبعتها التاسعة.

وأكّدت المتحدّثة أيضا أنه تم توزيع المصاحف الشريفة على الأحياء الجامعية تحت شعار "مصحف لكلّ مصل"(50 مصحفا) وزّعت في مصليات (21) الإقامات بغرب ووسط وشرق العاصمة. وبُرمجت ورشة تدريبية للخط العربي من تأطير الأستاذ عبد الحق ناصر وذلك كل اثنين وأربعاء، كما تم إطلاق مشروع كتابة المصحف الشريف "جزء عم" وذلك كل خميس، ناهيك عن الدورة القرآنية للنساء كل أحد وثلاثاء بإشراف من الأستاذة فريدة حريكان وهي إطار بالمركز، وسيكون اختتام البرنامج الرمضاني هذا الأربعاء .