"عرائس البحر" لمحمد حسن مرين

تثمين لتراث الجنوب الجزائري الكبير

تثمين لتراث الجنوب الجزائري الكبير
  • القراءات: 1178
مريم. ن مريم. ن

قدّم الكاتب محمد حسن مرين ببلدية جنين بورزق في ولاية النعامة، في بداية هذا الأسبوع، إصدارا جديدا لروايته "عرائس الرمل" التي تتناول جزءا هاما من ذاكرة المقاومة في جنوبنا الكبير، مستعينا بكتابات وشهادات الأديبة إيزابيل إبرهاردت وكذا المقاومات الشعبية في الصحراء التي ثارت ضدّ التواجد الفرنسي بها. اعتبرت الصحراء دوما منبعا للإبداع، تغنى بجمالها الشعراء ونسج منها الأدباء الروائع وتكاد لا تخلو من نسماتها أبجديات الأدب العربي بما في ذلك الجزائري، مع حضور بعض الاعتبارات الخصوصية والتصورات واللمسات الفنية التي تختلف من إبداع إلى آخر. من ضمن الإبداعات التي ترعرعت في بيداء الصحراء الجزائرية،  كتاب صدر مؤخرا بعنان "عرائس الرمال" الذي يحمل الجمال كله،  كيف لا والأمر يتعلق بمكان لا وجود فيه إلا للهدوء والسكينة والصفاء وتتغلغل بين رماله وواحاته عجائب الطبيعة وبساطة العيش البعيد عن التعقيد والخناق، وكيف كانت هذه المنطقة ملاذا للمتعب والسائح والمغامر وحتى للأجنبي الذي فتن بها، تماما كما حدث مع الصحفية السويسرية الراحلة إلزابيت. كتاب "عرائس الرمل" صادر عن سلسلة منشورات دار التنوير الجزائرية، للكاتب الدكتور محمد حسن مرين، وتناول عبر صفحاته قصة مشوقة بإيحاءات راقية، إضافة إلى الحديث عن الكاتبة والصحفية السويسرية التي اندمجت في المجتمع الصحراوي،   فتوفيت بأحدى مدن الجنوب الجزائري، وكذا مواضيع أخرى شيقة.

حاولت هذه المؤلفة من خلال كتاباتها رصد الحياة وعادات المجتمع الجزائري سواء على مستوى أحلامه وآماله ومعاناته، علما أنها نسجت قصصها على ثنائيات متناقضة متعددة، مثل التقاء حضارتين؛ الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الغربية (المستعمِر والمستعمًر)، والبؤس والسعادة وغيرها من الثنائيات. وإيزابيل إبرهاردت عاشت حياة متناقضة، ولدت عام 1877، ثم قدمت إلى الجزائر عدة مرات كمراسلة لصحف فرنسية، وعشقت الصحراء الجزائرية واختلطت بالمجتمع الجزائري وعرفت الكثير من عاداته وتقاليده، وفي نفس الوقت لم تترد في الدفاع عن القضايا الإنسانية وفضح بعض ممارسات المستعمر الفرنسي في الجزائر،  مما جعل المترجمين العرب يتلقفون جزءا كبيرا مما كتبته عنهم، وقد رحلت عن عالمنا عام 1904. ختم الكاتب محمد حسن كلامه متمنيا أن يقرأ الناس كتابه قائلا: "… أعددت أغراضي ودفتر سفري وأوراقي، وتساءلت في نفسي، هل يقرأ يوما أحد هذه الأوراق، أم أنها ستضيع في مهب ريح الجنوب؟ كم أولئك الذين ستصلهم كلماتي، وسيعرفون عن بلدتي الصحراوية….. ويتعرفون على الصحراء، فيستعيدون كراماتهم ويجدون السعادة في أشيائها البسيطة"؟. للإشارة، فقد نظمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية تيبازة مؤخرا، لقاءا مع الكاتب محمد حسن مرين الذي عرض روايته "عرائس الرمل"، وقد كان منشط الجلسة الإعلامي والباحث في التاريخ يخلف الشوف هشام، مع حضور جمهور نوعي أثرى النقاش ليختتم اللقاء بعملية بيع بالإهداء.