في لقاء دراسي بميلة

تثمين خطب الشيخ محمد الصالح بن طيار في كتاب

تثمين خطب الشيخ محمد الصالح بن طيار في كتاب
الشيخ محمد الصالح بن طيار
  • القراءات: 2093

تم التأكيد في لقاء دراسي، انعقد أول أمس بميلة، حول مسيرة وأعمال الشيخ الراحل محمد الصالح بن طيار (1900-1984) على تثمين فكره، من خلال جمع خطبه المسجدية في كتاب، وأبرز الباحث في تاريخ ولاية ميلة نور الدين بوعروج، خلال هذا اللقاء الذي احتضنه المركز الإسلامي للمدينة، أن هذا الرجل المصلح الإمام كان "قدوة ومرجعا لا بد أن يقتدى به"، مما يستدعي -حسبه- جمع خطبه المسجدية التي كانت ميزتها "الموضوعاتية وأسلوبه الخاص" في كتيب لتعميم الفائدة منها، موجها دعوة في هذا الاتجاه لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بميلة، التي بادرت إلى تنظيم هذا اللقاء الدراسي حول العلامة بمناسبة الذكرى الـ 34 لوفاته.

اعتبر هذا الباحث أن الراحل محمد الصالح بن طيار "لم يأخذ حقه كما يجب"، فهو من أعلام ولاية ميلة والجزائر عموما، وعاش بين ثلاث ولايات هي؛ سوق أهراس وسكيكدة وميلة، فكان له على مستواها -كما قال- دور إصلاحي كبير.

ذكر نفس المتدخل الذي عايش الشيخ، أن هذه الشخصية مارست الإمامة داخل وخارج المسجد، حيث كان لسلوكه في المجتمع "الأثر الإيجابي الكبير"، فضلا عن سلك التعليم الحر والتربية، متمما ما بدأه شيخه العلامة مبارك الميلي.

من جهته، قدم نجله خالد بن طيار شهادته عن أبيه الذي أكد خلالها تواضعه ورفضه للأجرة مقابل الإمامة والإفتاء. كما تطرق إلى جانبه النضالي ضد ما وصفه  بـ«المستدمر الفرنسي" الذي تسبب له في السجن، لمشاركته بولاية سكيكدة في مظاهرات 8 مايو 1945.

ذكّر أيضا بانتمائه للمنظمات والهيئات الدينية والسياسية، ومنها الكشافة الإسلامية الجزائرية التي كان من مؤسسيها بولايتي سوق أهراس وعزابة بسكيكدة.

بدوره، أبرز مسعود بولجويجة، مدير الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية، أن الهدف من هذا اليوم الدراسي هو العرفان بمآثر الأجداد من أعلام الولاية والجزائر، ليكون بمثابة عربون وفاء من الأجيال اللاحقة للأجيال السابقة التي كان منها العلامة المرحوم بن طيار، الذي قام -كما قال- بفتح المساجد والمدارس وإمامة الناس في الولايات التي حل بها، فضلا عن نشاطاته النضالية والإصلاحية التي جعلت من غالبية تلاميذه من الشهداء والمجاهدين.

من جهته، نوه محمد عمير، والي ولاية ميلة، الذي حضر اليوم الدراسي وتفقد أجنحة المعرض الخاص بالمرحوم، بالدور الكبير الذي لعبه الشيخ بن طيار في مكافحة الاستعمار الفرنسي، حفاظا على الهوية الوطنية بكل مقوماتها.

للإشارة، تم عرض شريط وثائقي في مستهل التظاهر عن سيرة الإمام من إنتاج مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، بالإضافة إلى تكريم أفراد من عائلته، وسط حضور المهتمين الملفت.