صدر عن "أناب"

تازاروت يقدم كتابه عن "السينما الجزائرية والثورة التحريرية"

تازاروت يقدم كتابه عن "السينما الجزائرية والثورة التحريرية"
الكاتب عبد الكريم تازاروت
  • القراءات: 569
لطيفة داريب لطيفة داريب

دعا الكاتب عبد الكريم تازاروت، إلى صنع المزيد من الأفلام الجزائرية التي تعنى بالثورة التحريرية، وبتسليط الضوء على أبطالها، خاصة خلال الظرف الحالي، الذي ما تزال فيه بعض الأطراف الفرنسية تحن إلى ماضيها المتعلق بالجزائر. قدم الكاتب عبد الكريم تازاروت، أول أمس، بمكتبة "شايب دزاير"، كتابه الجديد الصادر حديثا عن المؤسسة الوطنية النشر والاتصال والإشهار "أناب"، الموسوم بـ"السينما الجزائرية والحرب التحريرية، صورة البطل"، وبالمناسبة، قال إن العبقري عبان رمضان أدرك أهمية الصورة لتدويل القضية الجزائرية خلال فترة الاحتلال الفرنسي، وكسب الرأي العام الدولي، فأنشأ الصحافة وعلى رأسها جريدة "المجاهد"، وفتح مركز التكوين في السينما، حتى يكون للجزائر صورها الخاصة، تصدرها للعالم.

وأضاف الكاتب، أن أول صور الجزائر كانت على يدي صديقي الجزائر شاندرلي وبيار كليمون، اللذين التقطا صورا عن الجزائريين في الجبل، وقام قريب شاندرلي الذي كان يعمل في منظمة الأمم المتحدة بعرضها هناك، مما سبب فضيحة لفرنسا. وهكذا كان للجزائر أصدقاء خدموا القضية الجزائرية، من خلال الصور، مثل فوتيي. في المقابل، تساءل المحاضر عن المغزى من تسليط الأفلام الثورية الجزائرية التي صورت في سنوات الستينات والسبعينات، الضوء على بطولة الشعب بأكمله، من دون ذكر الأسماء التي فجرت الثورة التحريرية مثلا، والتي لولا قرارها الشجاع والحكيم، لما استقلت الجزائر.

وأجاب تازاروت، أن السبب يعود إلى كون من حكموا البلاد في تلك الفترة، شاركوا في الثورة التحريرية من الحدود، مقدما مثالا بالرئيس بومدين ورفقائه، بالتالي غيبت الأسماء الستة التي أشعلت فتيل الثورة، مما يعد خطأ جسيما في حق هؤلاء الأبطال، حسب المتحدث، وأضاف أنه بعد مرور أكثر من أربعين سنة من استرجاع السيادة الوطنية، وبعد رحيل بعض الحكام، تم صنع أفلام عن هذه الأسماء وغيرها، فكانت البداية بفيلم "مصطفى بن بولعيد"، ليشكل بذلك خطوة مهمة لصالح الفن السابع الجزائري وللثورة أيضا. اعتبر الكاتب أنه في حال وجود نقائص في هذه الأفلام، يمكن صنع أفلام أخرى عن نفس هذه الشخصيات برؤى أخرى، خاصة في حال فتح الأرشيف، مقدما مثال بالولايات المتحدة الأمريكية التي صنعت أكثر من ألف فيلم تاريخي، رغم أنها خسرت كل حروبها، وأشار إلى إمكانية التعرف على العديد من الشخصيات الثورية والأحداث التاريخية، من خلال هذه الأفلام، وهو ما حدث له شخصيا، حينما شاهد فيلم "كريم بلقاسم" الذي أظهر الطريقة التي أجريت بها مفاوضات "إيفيان"، وتقديمه لمعلومات عن بعض الشخصيات، مثل سعيد دحلب.

طالب تازاروت بضرورة التعريف بالأبطال الستة، الذين حددوا تاريخ اندلاع الثورة التحريرية، وكذا وضع صورهم في المدارس والبيوت، علاوة على قراءة الرسائل التي أرسلتها حسيبة بن بوعلي إلى عائلتها، ورسالة العقيد لطفي إلى زوجته أمام المتمدرسين، حتى لا ننسى تضحياتهم. وتحدث الكاتب أيضا عن عظمة الثورة الجزائرية في أعين الآخرين من غير أولادها، حيث حكى عن موقف حدث له قبل عشرين سنة، حينما حضر الندوة الصحيفة التي نشطتها الفنانة السورية منى واصف، والتي قررت فيها تخصيص دقيقة صمت لشهداء الجزائر، كما أدت نشيد "قسما" بمقاطعه الخمسة. ورحب المتحدث أيضا بقرار وزارتي الثقافة والمجاهدين لتمويل الأفلام التي تعنى بالثورة التحريرية، ليطالب بالمحافظة على القديمة منها، حتى لا تتعرض للتلف.