قال العميد أول للشرطة عبد الكريم شوقي، بأن الشرطة الجزائرية أصبحت اليوم مؤسسة توعوية وتثقيفية وتكوينية تعمل على تهذيب بعض السلوكات ومحاربة بعض الظواهر من أجل حفظ أمن الأشخاص والممتلكات، موضحا بأن المراحل العديدة التي مرت بها هذه المؤسسة جعلتها اليوم تتبوأ مكانة هامة على الصعيد الوطني والقاري والدولي.

شكّل موضوع «تاريخ وتجربة الشرطة الجزائرية منذ عصر ما قبل التاريخ إلى الوقت الراهن»، محور محاضرة نشطها أمس بكلية العلوم لجامعة «امحمد بوقرة» ببومرداس، عميد أول للشرطة عبد الكريم شوقي،  مدير المتحف المركزي للشرطة، الذي أسهب في عرض مراحل تطوّر هذا الجهاز منذ القرن الثالث قبل الميلاد إلى الوقت الحالي.

المحاضر تتحدث عن تاريخ تتابع الدول التي ظهرت على أرض الجزائر ومسيرة إنشائها لأجهزة شُرطية، اتخذت عدة مسميات، لكنها اتفقت كلها على حماية الأفراد والمجتمع، لأن كل تلك الأجهزة اشتركت في تنظيم محكم لوحدات كانت تضم عددا هاما من الأعوان الذين ساهموا في نشر الأمن والاستقرار عبر أرجاء الوطن، ليبرز كذلك المراحل القيّمة لجهاز الشرطة خلال الفترة الاستعمارية، وبوادر تأسيس الشرطة الجزائرية الحديثة قبل الاستقلال، وتحديدا بعد مؤتمر الصومام 1956. وعلى إثره، ظهرت أولى طلائع الشرطة كما تعرف حديثا، ليواصل هذا الجهاز مسيرة حافلة بالتطور مازالت متواصلة إلى اليوم.

من بين أهم المكتسبات التي حققتها الشرطة الجزائرية؛ وصولها إلى احترافية دولية جعلتها عنصرا فاعلا ضمن منظومة الشرطة الدولية «الأنتربول» في مجال تبادل المعلومات في مكافحة الجريمة المنظمة بكل أشكالها، إلى جانب احتضانها لمقر الشرطة الإفريقية «أفريبول» في مهام لا تقل أهمية عن الأخرى، إضافة إلى تدريس التجربة الشرطية الجزائرية في بعض الدول الأوروبية من طرف اللواء عبد الغاني هامل نفسه.

ليؤكّد المحاضر في الأخير على أهمية التكامل بين الشرطة ومختلف الأجهزة ومؤسسات المجتمع المدني والمواطن نفسه، للحفاظ على أمن واستقرار الجزائر ضمن وضع جيواستراتيجي معقد. ودعا جموع الشباب إلى الانخراط في مسار الشرطة الجزائرية كملتقى للكفاءات،  وسعيا إلى أن تحمل الأجيال المستقبلية رهان التحديات الجديدة المطروحة على الساحة الوطنية، حماية للمواطن والوطن.

للإشارة، المحاضرة جاءت ضمن يومي إعلامي للتعريف بتاريخ وتجربة الشرطة الجزائرية، من تنظيم الأمن الولائي لبومرداس، مع تنظيم معرض واسع للصور يبرز أهم فترات تطور هذا الجهاز، وكذا ورشة خاصة بمجهودات الأمن الولائي في تصديه للجريمة بكل أشكالها.