الاحتفال باليوم الوطني للفلسفة

تأملات ونقاشات في صلب قضايا المجتمع الجزائري

تأملات ونقاشات في صلب قضايا المجتمع الجزائري
  • القراءات: 867
مريم. ن مريم. ن

احتفلت الجزائر، مؤخرا، بيومها الوطني للفلسفة الذي جاء تحديده قبل عقدين من الزمن تقريبا، ضمن احتفاليات الربيع الثقافي في الجزائر، والعديد من المناسبات الثقافية؛ كيوم العلم، وشهر التراث، والربيع الأمازيغي ومناسبات أخرى كثيرة تقام في كل أفريل.

أشار الدكتور عمر بوساحة رئيس الجمعية الجزائرية للدراسات التاريخية في كلمة نشرها بالمناسبة، إلى أن تحديد هذا اليوم جاء أيضا بالتشاور مع منظمة اليونيسكو، التي سعى إليها بعض زملائه لتأسيس مكتب خاص بالفلسفة في الجزائر، ولكنهم لم يفلحوا لاعتبارات وجد أنه لا قيمة لذكرها، مضيفا أن التعامل مع الخارج يشكل في مجال الثقافة خاصة، عقدة غريبة في الجزائر حتى وإن كان هذا الخارج هو منظمات دولية وازنة كاليونسكو مثلا. ويقول: "المهم تركنا اليونسكو لحالها، والتي، على فكرة، قدّمت مساعدات جليلة ولاتزال، لدول عديدة، ومنها العربية، وبقينا نحن خارج التغطية ليس مع اليونسكو فحسب، بل مع كل المنظمات الثقافية العالمية". واستمرت مغامرة الفلاسفة في الجزائر. وتمَ تأسيس بعد عقد من الزمن تقريبا، الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية، التي جعلت من هذا اليوم موعدا لمؤتمرها الفلسفي السنوي، يلتقي فيه فلاسفة الجزائر، لمناقشة قضية فلسفية، تكون، في الغالب، ذات صلة بقضايا المجتمع أو قريبة من ذلك؛ بحكم أن القضايا الفلسفية ذات طابع تجريدي عام. ويلتقي على هامش تلك المؤتمرات أعضاؤها الممثلون لمكاتبها الولائية؛ في اجتماع سنوي للاطلاع على منجزاتها، ووضع برنامج السنة القادمة.

وتم التعاون مع الكثير من الجامعات عبر التراب الوطني ومؤسسات الدولة الأخرى، منها المكتبة الوطنية ووزارة الثقافة، والكثير من دور الثقافة والمكتبات الرئيسة والبلدية. ورغم شح المساعدات فقد نظمت الجمعية ملتقيات دولية بمستوى فلسفي راق، التقى فيها الزملاء من الجامعات والثانويات بمفكرين عرب وأجانب، استفاد فيها الطلبة الباحثون من توجيهات أساتذتهم من كل الجامعات الوطنية، ومن خارجه ضمن ورشات فكرية لم يجدوا غيرها رغم عدد الجامعات في الوطن، وذلك للتمرن على البحث، والمشاركة الفعلية في تقديم الأعمال العلمية في مثل هكذا لقاءات. وقد نُظمت أغلب تلك اللقاءات من تبرعات أعضاء الجمعية. ومن الملتقيات الدولية للجمعية التي لاقت استحسانا وصدى وطنيا ودوليا، هناك مثلا "الاجتهاد وقضايا التحديث في العالم العربي"، و"الفلسفة وقضايا العصر"، و"الفلسفة وسؤال المستقبل"، و"الحوار الثقافي ودوره في تقدم الفكر العربي"، و"ثقافة العيش المشترك"، و"الدرس الفلسفي في الجزائر"، وغيرها كثير. وأكد عمر بوساحة أنه كان من المفترض أن يكون "سؤال الحرية اليوم" مواكبة للحراك الشعبي، موضوع ملتقاه لسنة 2020، ولكن الوباء العالمي حال دون تنظيمه، متمنيا أن يتحقق له ذلك قبل نهاية شهر جوان القادم، مع تحسن الوضع الصحي بطبيعة الحال. وأصدرت الجمعية إلى حد الآن، ما يقارب 20 عنوانا، منها ما هو أعمال ملتقيات، ومنه ما هو رسائل دكتوراه لزملاء في الجامعات الجزائرية، والبعض الآخر أعمال لمؤلفين جزائريين. ومن الإنجازات التي تفخر بها الجمعية مجلة "دراسات فلسفية"، التي جعلت الجمعية من استمرارها تحديا، وهي الآن في عددها 16، الذي يُفترض أن يصدر في الأيام القريبة القادمة.