الدورة الثامنة لمهرجان الشعر الملحون بمستغانم

تأكيد على أصالة تراث ذي البصمة الجزائرية الخالصة

تأكيد على أصالة تراث ذي البصمة الجزائرية الخالصة
  • القراءات: 1029
مريم. ن مريم. ن

تنظم محافظة المهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون المهدى للشيخ سيدي لخضر بن خلوف، دورتها الثامنة من 16 إلى 18 ديسمبر الجاري، بدار الثقافة “ولد عبد الرحمن كاكي” في مستغانم، ويسبق الفعالية، ندوة صحفية ينشطها محافظ المهرجان الأستاذ عبد القادر بن دعماش، يوم 11 ديسمبر بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لمستغانم “الدكتور الحاج مولاي بلحميسي”.

جاء في بيان محافظة المهرجان التذكير بالوضع الاستثنائي والراهن الذي نمر به، إضافة إلى جائحة “كورونا”، وجاء فيه أيضا “علينا أن نثبت جزائرية الشعر الملحون، حيث يعرف هذا الأخير منذ بضعة أعوام، هجوما جشعا من طرف أحد البلدان المجاورة، للاستيلاء على هذا الموروث الثقافي غير المادي الجزائري المحض، الذي يمثل جزءا لا يستهان به من الثقافة الشعبية لبلدنا، والذي يعتبر منذ قدم الزمن، خزان المعارف الاجتماعية الثقافية لأمتنا”.

أصبحت هذه التظاهرة الثقافية فضاء للتعبير الشفوي عن الشعر الملحون، للحفاظ على تاريخ ومعاني هذا الفن والأدب الشعبي، كما تحول هذا الموعد الوطني إلى مؤسسة، تجمع الشعراء والمؤدين والمهتمين من مختلف ولايات الوطن، للبحث والتفكير العلمي حول هذا التراث غير المادي، وكيفيات الحفاظ عليه وحمايته من الزوال، باعتباره خزان الجزائريين المعرفي.

تشهد الطبعة مشاركة العديد من الشعراء الشعبيين والمؤدين للشعر الملحون، سواء في الطابع البدوي الوهراني، أو الشعبي والحوزي والعروبي، فضلا عن مشاركة الباحثين الأكاديميين وبعض المؤرخين المختصين في التراث والثقافة الشعبية.

للإشارة، عرفت الطبعات السابقة صدور بعض الأعمال، منها أعمال الملتقى الوطني “الشعر الملحون تراث حي” في كتاب من 130 صفحة، وكذا الملتقى الوطني “مساهمة الشعر الملحون في تدوين التاريخ”، إضافة إلى العروض، منها عرض تركيب موسيقي غنائي بعنوان “في كلامو قال الشاعر” من إنتاج الملحن والعازف أمين شيخ، وفيلمان وثائقيان حول الشخصيات التي تم تكريمها، كالشاعر بلقاسم ولد السعيد (1883-1945)، والشاعر زروق الدغفالي (1949-2006).

لعب الشعر الملحون دوره في توثيق عدد من المحطات التاريخية، من خلال نصوص أصيلة، لاسيما في عهد الدولة العثمانية والاستعمار الفرنسي. ويقول بعض الباحثين، إن قصائد الملحون الشعبي أشارت إلى ملامح الحياة في الجزائر على عهدي العثمانيين والاستعمار الفرنسي، وهو ما يعني أنها وجدت قبل فترة طويلة. ونصوص هذا الفن تشتت وظل أغلبها حكرا على الذاكرة الشفهية، لكن هذا الأدب الشعبي ظل لصيقا بأحداث الجزائر.