لعدم إمكانية قدوم المحاضرين

تأجيل ثان لأشغال الملتقى الدولي حول فكر أركون

تأجيل ثان لأشغال الملتقى الدولي حول فكر أركون
  • القراءات: 483
❊س. زميحي ❊س. زميحي

أعلن رئيس المجلس الشعبي الولائي بتيزي وزو يوسف أوشيش، عن تأجيل أشغال الملتقى الدولي حول فكر محمد أركون للمرة الثانية، إلى تاريخ 26 و27 جانفي 2019 بعدما كان مقررا تنظيمه ما بين 4 و5 ديسمبر الجاري؛ لعدم إمكانية قدوم المحاضرين من المتدخلين والمفكرين من عدة دول، يُنتظر أن يتطرقوا لفكر أركون بكل أبعاده وأعماله المختلفة، لاسيما الفكر العربي والإسلامي.

 

عبّر أوشيش، أمس الثلاثاء خلال دورة للمجلس الشعبي الولائي، عن أسفه لعدم تمكّن المجلس الشعبي الولائي من تنظيم الملتقى حول فكر محمد أركون في الوقت الذي سبق أن تمّ الإعلان عنه من قبل، وهذا لعدم تمكّن المحاضرين من القدوم في هذا التاريخ، معبرا عن آماله أن تسير الأمور كما ينبغي، ويتم تنظيم الملتقى بهذا الموعد المحدّد للمرة الثانية، حيث سيتم مناقشة فكر هذا المؤرخ والناقد المتخصّص في الفكر العربي.

الملتقى الذي سيدوم يومين سيكون فرصة لمؤرخين وكتّاب ونقاد لطرح فكر أركون، من خلال تنشيط محاضرات ومداخلات وموائد مستديرة، تدور حول أعمال ومواقف الكاتب التي عبّر عن قسم كبير منها بالفرنسية وتُرجمت إلى العربية. كما ستكون دراسة أعمال أركون نافذة للتوغل في عالم نقد العقل الديني الذي كان محل اهتمام المفكّر، الذي انصبت دراسته على النصوص الدينية وأصول الفقه في علاقة بالظروف التاريخية والاجتماعية والسياسية والعقائدية.

ويُعتبر محمد أركون من أبرز المفكرين الذين اهتموا بنقد العقل الديني انطلاقا من النصوص الدينية وأصول الفقه في علاقة بالظروف التاريخية والاجتماعية والسياسية والعقائدية، حيث تتميز أعماله بمنهجية الأنثروبولوجيا التاريخية، في مسعى إلى تأسيس ما يُعرف بالإسلاميات التطبيقية، ومن هنا بدأ أركون يهتم بالمفاهيم وتاريخيتها، مثل الدين والدولة والوحي والحرام والحلال والمقدس والعقل والمعرفة واللغة.

وُلد محمد أركون في 1 فيفري 1928 بقرية تاوريرث ميمون بولاية تيزي وزو في كنف أسرة  فقيرة. اضطر إثر انتهاء تعليمه الابتدائي للالتحاق بمعهد يشرف عليه الآباء البيض بولاية وهران (1941 - 1945)، حيث تعرّف على القيم المسيحية، واطلع خلالها على الثقافة والأدب اللاتينيين، وزاول دراسته الجامعية بكلية الآداب بجامعة الجزائر، حيث درس الأدب والفلسفة والقانون، ليلتحق بجامعة السوربون بناء على توصية من المستشرق لويس ماسينيون، حيث حاز على شهادة الدكتوراه في الفلسفة سنة 1969.

وشغل المؤرخ والمفكر محمد أركون عدة مناصب بجامعات منها السوربون، ليون، برلين، كاليفورنيا وغيرها. واعترافا بكفاءته وخبرته تمّ اختياره كعضو بلجان تحكيم الجوائز الدولية والمجالس العلمية، منها مجلس إدارة معاهد الدراسات الإسلامية، واللجنة الدولية لجائزة «اليونسكو» لأصول تربية السلام، ولجنة تحكيم الجائزة العربية الفرنسية ولجنة تحكيم جائزة الشارقة الثقافية، كما اختير مستشارا علميا لمكتبة الكونغرس بواشنطن.

وحصل أركون على مجموعة من الجوائز والأوسمة ودكتوراه فخرية من جامعة أكسيتر، وجائزة الدوحة عاصمة الثقافة العربية. واستمر عطاء المؤرخ والمفكر محمد أركون إلى غاية وفاته يوم 15 سبتمبر 2010.

للإشارة، فإن الملتقى الذي كان مقررا تنظيمه ما بين 12 و13 نوفمبر المنصرم، تم تأجيله في المرة الأولى إلى تاريخ 4 و5 ديسمبر الجاري، غير أنّه لعدم إمكانية حضور المحاضرين تَقرر، للمرة الثانية، تأجيل أشغال الملتقى إلى تاريخ جديد.